هكذا يجنّد جهاز مخابرات إقليمي المجموعات الداعشية!


عادت في الأسبوعين الأخيرين مناطق شمالية الى واجهة الإهتمام السياسي والديبلوماسي - الأمني إنطلاقاً من عودة ظاهرة إختفاء مجموعات شبابية بشكل غامض وتبيّن في الأيام الأخيرة أن بعضهم قضى في معارك مع القوات العراقية، وآخرين اتصلوا بذويهم من أرقام تركية أو عراقية قبل أن يغيب أي خبر عنهم.

وكشفت مصادر رفيعة أن الأجهزة الأمنية اللبنانية تبلّغت من أجهزة استخبارات خارجية، في سياق تبادل المعلومات، معطيات موثقة عن نشاط استخباراتي لدولة إقليمية في مناطق شمالية، وخصوصاً في طرابلس وعكار، يقوم على سحب مجموعات الى عاصمة تلك الدولة، حيث يُدرّبون عقائدياً وعلى إستعمال السلاح ومن ثم يُرسلون الى العراق للقتال الى جانب تنظيم "داعش".

ولفتت المصادر الرفيعة الى أن الحافز الأساس لهؤلاء يتمثّل في رواتب جزيلة، عبارة عن بضعة آلاف من الدولارات شهرياً، تُمنح لهم لقاء تجنيدهم في شبكات داعشية.

وأبدت اعتقادها بأن هدف الجهاز الأمني الإقليمي من إحياء شبكات داعش، ينقسم ترجيحاً على إحتمالين، مع عدم اسقاط امكانية أن تكون الغاية تحقيق الإحتمالين على حدّ سواء:

1- تصفية ما تبقى من مجموعات لبنانية داعشية نائمة، سبق أن تم تجنيدها على مراحل، من خلال التغرير بهم وارسالهم الى حتفهم المحتّم في العراق، وربما لاحقاً في مناطق صراع أخرى.

2- إعادة تدوير من ينجو من تلك المجموعات لاستخدامهم لاحقاً في بقع أخرى، مع عدم اسقاط احتمال جدي يتمثّل في إعادتهم الى مناطق منطلقاتهم بغية توظيف نشاطهم في كل من لبنان وسوريا، بعد أن يكتسبوا الخبرة اللازمة نتيجة إلتحامهم ومشاركتهم في معارك على أرض العراق.

وكشفت المصادر الرفيعة أن الأجهزة الأمنية اللبنانية تتابع عن كثب مسألة تجنيد المجموعات الشبابية، داخلياً من خلال شبكاتها الاستخبارية والإستعلامية، وخارجياً عبر تكثيف التنسيق مع الأجهزة الصديقة، وخصوصاً الأوروبية منها، بغية وضع خريطة طريق واضحة لعمل تلك المجموعات المجنَّدة ولطرق التجنيد المتَّبعة، وغالبا ما تتم تهريباً بحراً وبراً، مع استبعاد خيار استخدامهم مطار بيروت الدولي، لأنه خيار أمني عالي الكلفة ويترك أثراً موثّقاً، عادة لا يقع فيه الجهاز الإقليمي المشتبه في تجنيد أو إحياء المجموعات الداعشية.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...