الفاتيكان ممتعض من أداء الكنيسة

 


يشكو المسؤولون في الفاتيكان من انهيار الدولة اللبنانية، ويؤكدون أن لبنان الكبير الذي جاء نتيجة توافق دولي كبير سعت اليه الكنيسة الكاثوليكية، يمضي الى زوال لصالح لبنان آخر سيكون مجهول الهوية.
الفاتيكان الذي يولي أهمية كبيرة لمسيحيي هذا البلد، يُبدي قلقه من ارتفاع هجرة المسيحيين وتخلّي هؤلاء عن بلدهم بعد أن ضاقت بهم سُبل العيش.

عندما دعا البابا فرنسيس الإكليروس في لبنان مع الكنيسة الى التحلّي بالفقر ليتمكنوا من خدمة الشعب، كان يهدف في حديثه الى التصويب المباشر على أداء الكنيسة التي تخلّت في كثير من الاحيان عن دورها. فهو قال أمام وفد كاريتاس "لا تستطيع الكنيسة أن تكون غنية وشعبها فقير" والكلام هنا ينطبق على "التُخمة" التي عاشتها الكنيسة على مدى عقود من الزمن بفعل تصرفات بعض المولجين تطبيق تعاليم المسيح ومساعدة الرعية ويُدرك البابا فرنسيس أن الوضع في لبنان على المستوى الكنسي والوطني ليس على ما يُرام، وأن المطلوب من رجال الدين أكثر في المجالات المُتصلة بالحياة اليومية للمواطنين من التعليم الى الصحة وغيرها من الحاجات الأساسية.

في لبنان، سجلت السفارة البابوية الكثير من الملاحظات عن أداء الكنيسة في الاعوام الثلاثة الماضية، وتحديداً منذ انطلاق ثورة 17 تشرين، وتبين للفاتيكان أن البعض من رجال الدين انغمسوا في السياسة وأهملوا الجانب الاساسي لرسالتهم، والتقارير التي وصلت الى البابا فرنسيس كثيرة وتؤكد ان المسيحيين في لبنان يعيشون مهمشين، ويقتصر دور الكنيسة على تأمين حاجات ثانوية فيما المطلوب أكثر، لا سيما في القرى الريفية المهمشة حيث يتمسك الأهالي هناك بجذورهم رغم المصاعب التي يعيشونها.

ينشط مسؤولون في الفاتيكان على الخط اللبناني، وزيارة وزير الخارجية الاسبوع المقبل والمواقف التي أطلقها، لا سيما تلك التي تتصل بالتغيير الآتي الى لبنان، كما قال، هي التي تقلق الكرسي الرسولي الذي يخشى من تكرار السيناريو العراقي في لبنان والتضحية بالطرف المسيحي الذي بات هامشياً في اللعبة الاممية، ومن هنا جاء التحذير البابوي للكنيسة لتكون على قدر المسؤولية في المرحلة المقبلة، لتُجنب الرعية الدماء التي أُريقت في سورية والعراق.في المرحلة المقبلة قد نشهد تغييرات على المستوى الكنسي، فالمعلومات المستقاة من الفاتيكان تشير الى امتعاض كبير لتصرفات بعض المسؤولين في الكنيسة الكاثوليكية، وثمة خط تواصل مع الصرح البطريركي في بكركي قد يفضي في نهاية المطاف الى "نفضة" معتبرة لبعض المراكز، على أن يتبعها تعاميم تتعلق بدور الكنيسة في حياة الرعية عند التحديات والمساعدة على مواجهتها.

وسجلت الفاتيكان ملاحظاتها على أداء بعض المؤسسات التابعة للكنيسة في لبنان، لا سيما تلك التي تحصل على دعم مادي من الخارج، حيث يسعى القيّمون عليها الى توظيفه في أمور شخصية على حساب مئات العائلات القابعة تحت خط الفقر. الملاحظات التي سُجلت شملت أيضاً اداء بعض الكهنة الذين يعيشون حياة الترف والرفاهية في عز الأزمة الاقتصادية في لبنان، رغم أولوية تأمين كل الاحتياجات التي تتصل بالعائلات المسيحية وعلى رأسها القطاع التربوي، فثمة شكاوى بالآلاف من قبل الاهالي لإدارة مدارس كاثوليكية تطلب اقساطاً بالدولار، اضافة الى الواقع الصحي لبعض المستشفيات الممسوكة من ارساليات أو بعثات دينية ترفض الاستجابة لنداء العائلات الفقيرة التي تموت على ابواب تلك المستشفيات.

يسعى الفاتيكان الى تصويب البوصلة المسيحية في لبنان، قد ينجح وربما يسقط في لعنة هذا الوطن، ولكن ثمة متغيرات يعمل عليها البابا فرنسيس ويجهد لتطبيقها قبل أن تطأ قدماه أرض لبنان.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...