خوفا من أي تصعيد... أميركا تستبق الأمور


 كتب وليد شقير في "نداء الوطن":

لأنّ جهود ملء الفراغ في الرئاسة في إجازة طويلة، لأسباب تتعلق بالانسداد الداخلي أو بانتظار الحراك الخارجي سواء ما يتناول التفاوض على التسويات أو تبادل الضغوط بين اللاعبين الدوليين والإقليميين، يرتفع منسوب القلق من الفلتان الداخلي على الصعيد الأمني، والحوادث التي مرت على البلد شاهد عليه.

لا يقتصر القلق على الفلتان الأمني في الداخل. فالبلد أفلت من عقاله إدارياً وسياسياً ودستورياً، ما يجعله ساحة مفتوحة على كل الاحتمالات داخلياً وخارجياً، بغياب مؤسسات الحكم عن إدارة شؤونه، حتى لو تظاهر بعض القيّمين عليه بأنهم يقومون بواجبهم إذ أنّ فراغ المؤسسات، نتيجة شغور الرئاسة، استفحل إلى درجة أنّه صار مستباحاً أمام كل أنواع المفاجآت.

أحد مظاهر القلق هو أنّ تفلت الأمور من عقالها على الحدود الجنوبية، التي تشهد تصعيداً لإجراءات إسرائيلية، سواء في بلدة الغجر أو في منطقة مزارع شبعا وكفرشوبا، تقابلها خطوات للمقاومة. يحرّك هذه المخاوف عاملان يثيران القلق:

الأول هو الخشية من لجوء بنيامين نتانياهو إلى مواجهات عسكرية خارجية، كعادة قادة الكيان، هروباً من أزمته الداخلية جراء تنامي المعارضة الشعبية للتعديلات الإصلاحية التي طرحها على النظام القضائي من جهة، وجراء المزايدة على المتطرفين الذين شاركهم الحكومة ولا سيما وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير من جهة ثانية. فالأخير منذ دخوله الائتلاف الحكومي، باشر حرباً على فلسطينيي 1948 وللاستيلاء على السيادة على المسجد الأقصى. ويأمل نتانياهو من توسيع المواجهة العسكرية توحيد الإسرائيليين خلفه في زمن الحرب، وفي جموحه نحو زيادة الاستيطان اليهودي.

أمّا العامل الثاني للخشية من جر نتانياهو المنطقة إلى مواجهة عسكرية، مع مخاطر أن يكون لبنان أحد ميادينها، هو اعتراضه على المسودة الأولية التي قيل إنّ الولايات المتحدة الأميركية توصلت إليها في مفاوضاتها المباشرة والسرية مع إيران في سلطنة عُمان في الأسابيع الماضية حول النووي، وتتناول الإفراج عن رهائن أميركيين، وعن أرصدة إيرانية في كوريا والعراق لنسفها... فالدوائر الإقليمية والدولية تبقي على رصدها لأفعال وتصريحات القادة الإسرائيليين الحاليين، بالتهديد بعمل عسكري على الأقل ضد أذرع إيران في المنطقة، بحيث تشتعل الجبهات الفلسطينية والسورية، والأخيرة ملتهبة أصلاً بالضربات الجوية ضد المواقع الإيرانية في بلاد الشام.

المصدر : نداء الوطن

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...