المبادرة الفرنسية ذاتها... وتقارب باريس - الرياض ايجابي





بدأت القوى السياسية اللبنانية استخلاص بعض نتائج اللقاءات السعودية - الفرنسية التي عقدت الأسبوع الماضي في باريس وعلى رأسها لقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان ، اذ بات محسوما، ان المبادرة الفرنسية لإنهاء الفراغ الرئاسي لا تزال ذاتها، اقله في خطوطها العريضة.

والأهم وفق مصادر مطلعة أن العلاقات الفرنسية - السعودية تخطو خطوات جبارة إلى الأمام، وهذا يعني، من وجهة نظر لبنانية، أن الرياض لن تكون غير معترضة فقط على الطروحات الباريسية، بل ستكون شريكاً في وضع أسسها والدفع بإتجاه تنفيذها عبر إقناع حلفائها في الداخل اللبناني بها.

لكن هل يمكن للتلاقي السعودي الفرنسي وحده أن ينتج تسوية في لبنان؟ تقول المصادر ان هذا التلاقي قد ينتج أو يكرس مبادرة أو طرحا سياسيا يرضي حزب الله" ، أي الطرف الآخر، وهذا ما سيجعل كل الأطراف المؤثرين متوافقين على شكل الحل، وعندها يمكن تجاوز إعتراضات الولايات المتحدة الاميركية، لأنها بالأصل إعتراضات على أصل الإتفاق."
وتضيف المصادر أن واشنطن مرتابة من أصل التلاقي السعودي الإيراني في لبنان، لكن في المقابل، لا يشكل وصول رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية أي أزمة حقيقية لها ولا تعتبره تجاوزاً للخطوط الحمر، خصوصاً أن "حزب الله" لا يطرح الذهاب بإتجاه قلب الطاولة بشكل كامل، والسيطرة على مفاصل الدولة عبر حلفائه.

بل على العكس، تؤكد المصادر، يحفظ "حزب الله" التوازنات في لبنان وهو ليس مهتماً بتجاوزها، وتحديدا في قيادة الجيش وحاكمية مصرف لبنان، وفي الأصل لا تمنح المبادرة الفرنسية الحزب سوى حضورا وازناً في رئاسة الجمهورية وهذا يعني ان الاميركيين يتعاملون مع الأمر الواقع ولن يذهبوا إلى عرقلة التسوية التي ترعاها باريس والرياض بموافقة إيرانية ضمنية.

في الساعات الماضية، وبالتوازي مع زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت، عملت القوى السياسية كافة على إيجاد اجوبة حقيقية على ما جرى الإتفاق عليه بين ماكرون وبن سلمان، لكي تتمكن من تحديد المسار السياسي الذي يجب أن تتخذه لتحسين  مكاسبها أو للحد من خسائرها السياسية، حتى أن زيارة رئيس "التيار الوطني الحر "جبران باسيل الى قطر كانت في هذا السياق. 

في حال توضحت الصورة في الأيام القليلة حول المسار الذي ترغب كل من باريس والرياض بسلوكه لبنانياً، فإن الحراك السياسي الداخلي سيبدأ، وستبدأ القوى السياسية بشكل تلقائي بعملية إعادة تموضع سياسية ورئاسية، علماً أن الحديث في بعض الكواليس عاد ليدور عن محاولات أخيرة لإقناع "الثنائي الشيعي" بالتخلي عن فرنجية والسير بقائد الجيش في مقابل مكاسب سياسية حقيقية داخل السلطة والنظام... 

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...