بكركي لن تقف مكتوفة الأيدي!

 

لم تكن بكركي في حاجةٍ إلى أن ينقل نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، إستياءها من استمرار الشغور في موقع رئاسة الجمهورية، ذلك أن أوساطاً نيابية زارت البطريرك الماروني بشارة الراعي في الفترة الأخيرة، شدّدت على تأكيده وجوب خروج الملف الرئاسي من واقع الجمود والإنقسام، وفتح الباب بشكلٍ جدي أمام تفاهم على انتخاب رئيس جديد للجمهورية. وفي هذا السياق، كشفت هذه الأوساط، عن غياب المعطيات الجدية التي تشي بتبدّل المشهد الرئاسي، وذلك، على الرغم من زحمة الإجتماعات والجولات واللقاءات على المستويين الداخلي والخارجي.

وتنقل هذه الأوساط النيابية عن بكركي، مناخاً من السلبية إزاء حصول أي اختراق في المدى المنظور، بمعزلٍ عن كل ما تتمّ إثارته، وبشكلٍ يومي، عن ترجمة للإتفاق السعودي ـ الإيراني، خصوصاً وأنه، وفي ضوء الحراك الأخير الذي قام به راعي أبرشية انطلياس المارونية المطران أنطون بو نجم، الذي جال على القيادات المسيحية، وأفادها بالموقف الرسمي لبكركي، واستمع منها إلى تصوّرها الخاص بالرئاسة وبالإحتمالات المتداولة من أجل إنهاء فترة الشغور، وهو ما يؤكد عليه البطريرك الراعي في كل اللقاءات التي يعقدها مع سفراء عرب وأجانب، كما مع كتل نيابية وقيادات سياسية وحزبية، وبشكلٍ خاص المسيحية منها.وبالتالي، فإن بكركي اليوم، وبحسب ما تكشف هذه الأوساط، لن تقف مكتوفة الأيدي أو في موقع الحياد، أو تكتفي بالمراقبة، فيما يستمر الواقع السياسي بالإنهيار نتيجة الفراغ الرئاسي وغياب المعالجات الإقتصادية والمالية والمعيشية، بانتظار إنجاز الإستحقاق الرئاسي. ولذا، فإن الخطوة الأساسية التي يصرّ عليها البطريرك الراعي، تتمثل في تجاوز الإنقسام والخلاف على الساحة السياسية، وتحديداً بين القيادات المسيحية، كمرحلة أولية قبل الإنتقال إلى الإتفاق على ثوابت تؤمن الخروج من حال الإنقسام هذه، على الرغم من أن الأزمة المعيشية والإجتماعية، يجب أن تشكِّل الحافز الأساسي وراء أي مبادرة، وذلك قبل الأزمة السياسية، حيث أن بكركي تحذِّر باستمرار من الإنهيار الذي بات يهدِّد الدولة بسبب الإرباك والغموض والتخبّط في المعالجات التي تبقى مرحلية، على الأقل حتى الساعة.

ومن هنا، تلفت الأوساط النيابية ذاتها إلى خطورة بقاء لبنان بكل ملفاته وأزماته، خارج التفاهمات الإقليمية والدولية، في الوقت الذي لا يزال فيه مسؤولوه يترقّبون التغييرات أو المواقف الخارجية من مسألة داخلية أساسية هي انتخابات رئاسة الجمهورية، وتؤكد أن الساحة الداخلية أمام فرصة قد تكون نادرةً، وهي القدرة على الإمساك بالورقة الرئاسية داخلياً وبعيداً عن أية تأثيرات خارجية، مع العلم، أن هذا الواقع لم يدفع باتجاه تحقيق التفاهم على مدى الأشهر الماضية.

وانطلاقاً ممّا تقدم، تكشف الأوساط النيابية عينها، عن أن الحراك الأخير الذي باتت بكركي في أجوائه خلال الساعات الماضية، مستمر وسيشمل قيادات سياسية وحزبية عدة، من أجل المباشرة بتحديد النقاط والمساحات المشتركة التي من الممكن أن تكون رافعةً فوق الرهانات الرئاسية والتباينات الحادة، على أن تتبلور اللوحة السياسية "المسيحية" في الأيام القليلة المقبلة ويتحدّد مسارها سواء كان سلبياً أم إيجابياً.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...