لبنان في أولويات الكونغرس: هل تتبدل المقاربة الأميركية للرئاسة؟

 

كتبت لورا يمين في “المركزية”:

بينما ينشط السفراء والدبلوماسيون المنضوون تحت لواء الخماسي الدولي المتابع للملف اللبناني، بقوة فوق الساحة المحلية وفي الخارج، في اتصالات ولقاءات هدفها إيجاد حل للمعضلة السياسية الرئاسية، تبدو الحركة الاميركية الاقل ديناميكية، مقارنة بحركة الفرنسيين والقطريين والمصريين والسعوديين، وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية”.

وفي رأيها، هذا التريّث سببه عدم حماسة اميركية للرئاسة وعدم وجود اي مرشح مفضّل لدى الاميركيين لرئاسة الجمهورية، بل هم يكتفون حتى الساعة، بمتابعة الشأن المحلي من زاوية دعم الجيش اللبناني وضرورة صون الاستقرار في لبنان، مطالبين المسؤولين بالاضطلاع بمهامهم وبانتخاب رئيس وتنفيذ الاصلاحات وتنفيذ القرارات الدولية والقوانين الدولية، وعلى رأسها تلك التي تضبط حزب الله وتطوّق نشاطه العسكري وايضا “المالي”.

لكن في الايام الماضية، برز تطور لافت على صعيد الموقف الاميركي من لبنان، تتابع المصادر، حيث تمت دعوة الرئيس الاميركي جو بايدن الى الانخراط اكثر في اللعبة اللبنانية. فقد بعث رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي روبرت مانديز والعضو البارز في اللجنة جايمس ريتش برسالة خاصة الى بايدن أعربا فيها عن قلقهما إثر الجمود السياسي في لبنان. وعرضت الرسالة لمراحل العقوبات الأخيرة التي طاولت مقرّبين من”حزب الله” ومتعاونين معه، وما هو مطلوب في المرحلة المقبلة. وحضّت الرسالة بايدن على العمل عن قرب مع حلفاء أميركا وشركائها في المنطقة لدعم  العملية الديموقراطية الشرعية ومرشحين رئاسيين، بخلاف الرؤساء السابقين، يملكون القدرة على خدمة الشعب اللبناني والخضوع لمحاسبته.

هذه الرسالة النيابية، إن دلت على شيء، فعلى ان الاتصالات التي تجريها القوى المعارضة للمنظومة من جهة، واللوبي اللبناني الموجود في واشنطن من جهة ثانية، مع الادارة الاميركية، أتت ثمارها وتمكّنت من اعادة فرض لبنان كأولوية على الاجندة السياسية في بلاد العم سام.

واذ تدعو الى ترقّب نتائج هذه الرسالة على الموقف الاميركي، تشير الى ان حظوظ ان تُحدث فرقا “نوعيا” في شكل وحجم متابعة واشنطن للملف الرئاسي، ليست كبيرة،  لكنها مهمة لناحية اعادة تثبيت القواعد والأسس والمواصفات التي تدعو الولايات المتحدة الى توافرها في الرئيس العتيد وفي الدولة اللبنانية ككل، أكان “سياديا” او “اقتصاديا” لتعاود التعاون معها، خاصة في وقت باتت دول اخرى ونعني فرنسا، لا تمانع في انتخاب رئيس محسوب على حزب الله الى رئاسة الجمهورية، مقابل مكاسب اقتصادية واستراتيجية لباريس في لبنان وايران، تختم المصادر.

وممّا جاء في الرسالة “عزيزي الرئيس بايدن, نكتب إليكم لنؤكد شواغلنا إزاء المأزق السياسي في لبنان. ومن المثير للقلق أن نرى استخدام الانتخابات الرئاسية في لبنان كعقبة أمام حكومة قادرة. وستزيد هذه التكتيكات من تجميد الإصلاحات الضرورية، وتقريب لبنان من الانهيار الاقتصادي، وتقويض مصالح الأمن القومي الأميركي في كل من لبنان والمنطقة. نحث إدارتكم بقوة على الضغط لتشكيل حكومة لبنانية ملتزمة بالشفافية وبتلبية احتياجات الشعب اللبناني. شعرنا بالتشجيع بعد العقوبات الأخيرة ضدّ نوح زعيتر وحسن دقّو، لدورهما في تهريب الكبتاغون نيابة عن نظام الأسد. وكذلك العقوبات ضدّ شبكة تمويل لـ”حزب الله”. كما سررنا أن نرى فرض عقوبات على ريمون وتيدي رحمة. ومع ذلك ، لا نزال نشعر بالإحباط بسبب الجمود السياسي المستمرّ”.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...