بكركي توضح موقفها من الرئاسة

 

كتبت سوزان الخوري في "السياسة": 

في عظته يوم الاحد الماضي، أوضح غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي موقفه الواضح من الرئاسة، معلنًا أنّ بكركي ترى أنّ الظروف الراهنة تفرض رئيسًا ليس تابعًا أو محسوبًا على أي محور، وهذا حسب البطريرك هو الحلّ الوحيد المتاح في الوقت الراهن.

امّا أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله فقد أعلن أنّ مرشحه هو النائب سليمان فرنجية أو التوافق على مرشح آخر. وبالطبع، إذا أراد حقيقة التوافق فمن الطبيعي أن يتجه  نحو خيار البطريرك الداعي إلى رئيس غير تابع أو محسوب على أي طرف بالتحديد. 

فمن هو هذا الرئيس الذي لديه الشخصية الملائمة لضبط الأمور في الوقت الراهن وليس تابعًا لأي محور سياسي ولا يشكّل تحدّيًا بالسياسة لأي طرف، ويمكنه أن ينهض بالوضع الاقتصادي والمالي الذي يبقى همّ اللبنانيين الأوّل؟

بعد استمزاج  آراء فعاليات وسياسيين، الأسماء التي تبرز والتي تنطبق على كلام البطريرك ليست عديدة، كون كل مرشح طرحه محور معين يعتبره الآخرون محسوبًا عليهم. 

وتبقى تلك الأسماء هي:  

قائد الجيش جوزيف عون، الوزير السابق زياد بارود والرئيس الفخري لرابطة خريجي جامعة "هارفرد" الدكتور حبيب الزغبي، ورئيس المخابرات السابق جورج خوري.

بالنسبة لقائد الجيش، يقول رئيس مجلس النواب نبيه برّي إنّ انتخابه غير متاح في الوقت الحالي لأنّ ذلك يتطلب تعديلًا للدستور، وحزب الله أبدى تحفظًا عليه قد يكون لنيل بعض الضمانات أو التنازلات الخارجية، من دون إغفال الاعتراض الشديد عليه من رئيس التيار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل وكتلته المؤلفة من ١٧ نائبًا مسيحيًا. 

الوزير السابق زياد بارود ما زال من الممكن تصنيفه بعيدًا من المحاور رغم أنه كان ضمن كتلة التيار الوطني الحرّ يومًا من الأيام وترشّح على لائحته من دون نجاح. ومن الممكن أنّ ترشيح الوزير باسيل لبارود قد يصنّف من محوره حسب رأي بعض الاطراف.

أما الدكتور حبيب الزغبي، خريج جامعة هارفرد والرئيس الفخري لرابطة خريجيها في لبنان، والمتخصص في الاقتصاد والمال والادارة، فهو بعيد كل البعد من المحاور، ولديه رؤية سياسية واقتصادية ومالية اصلاحية واضحة ضمن مشروع شامل للنهوض بالبلد، وهذا واضح في إطلالاته الاعلامية ومقالاته في الصحف، ويتمتّع بشخصية مناسبة كونه عمل في أهم المؤسسات الخارجية ودرّس في أكبر جامعات العالم ومعروف من الجميع، ويبدو وكأنه الأبعد من المحاور والاصطفافات السياسية وله علاقاته في الخارج.

أمّا العميد المتقاعد جورج خوري الذي كان رئيس المخابرات، ثم عيّن سفيرًا، فيقال إنه قريب من بكركي ومن التيار الوطني الحرّ ولكن الجانب الأمني يعطيه دفعًا إلى الأمام رغم أنّ أطرافًا عدّة تأخذ عليه أنه لم يتصرف كحيادي عند إجتياح ٧ أيّار ٢٠٠٨ يوم كان رئيسًا للمخابرات. ويعود الكثير إلى من عيّنه رئيسًا للمخابرات وسفيرًا لاستنتاج إلى أي محور ينتمي. 

وسيبنى في الأيام المقبلة من هو الرئيس المقبل غير المحسوب على أي محوّر كما يتمناه البطريرك وكما ألمح إليه الثنائي الشيعي، والذي كما يتمناه اللّبنانيون الرئيس القادر على انتشال البلاد من كبوته المالية والاقتصادية.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...