سفراء "الدول الخمس" يتحرّكون في بيروت

 

إنتقل البحث في الأستحقاق الرئاسي من مستوى المستشارين في وزارات خارجية فرنسا والولايات المتحدة الأميركية والسعودية ومصر وقطر، إلى مستوى سفراء هذه الدول، تمهيداً لترجمة ما تمّ الإتفاق عليه في اللقاء الخماسي يوم الإثنين الماضي، وذلك، وسط معلومات متناقضة حول المرتبة التي احتلّها كلّ من ملف استحقاق انتخاب رئيس جمهورية لبنان، أو ملف إنقاذه، في سلّم أولويات المجتمعين الذين يمثلون المجتمع الدولي ومؤسّساته، وفي مقدّمها صندوق النقد الدولي، الذي ما زال ينتظر تنفيذ الحكومة لوعودها الإصلاحية من أجل توقيع برنامج تمويلي يحصل لبنان بموجبه على دعمٍ مالي، يؤهله لاكتساب الثقة داخلياً وخارجياً.

إلاّ أن الثابت في الإجتماع المذكور، هو ما سيتمّ استكماله في بيروت، وذلك، من قبل سفراء هذه الدول، حيث تتحدّث أوساط ديبلوماسية مطلعة، عن مخاوف جدية من خطورة ترك الساحة اللبنانية لتواجه ما تسمّيه ب "السيناريو الأسوأworst case scenario ، والذي بدأت تظهر مؤشّراته بنتيجة الإنقسام السياسي الخطير الذي بدأ يأخذ طابعاً طائفياً، تزامناً مع تراجع وتفكّك المؤسسات الرسمية وتنامي المأزق القضائي، على الرغم من عملية احتواء الإشتباك القضائي الأخير حول ملف التحقيق في انفجار مرفأ بيروت.وتكشف الأوساط الديبلوماسية ل"ليبانون ديبايت"، عن أن سفراء الدول الخمس المذكورة، سيبحثون في مقاربة جديدة للمشهد اللبناني، في ضوء العجز العربي والدولي الواضح عن إقناع القوى السياسية بضرورة القيام بخطوات جدّية لمعالجة الهريان الذي أصاب الدولة ومؤسّساتها، والتي باتت بمعظمها خارج الخدمة من الناحية العملية، ما جعلها في موقع العاجز عن تقديم الحدّ الأدنى من الدور المطلوب منها، وبالتالي، تنحدر سريعاً نحو مرتبة الدول الفاشلة.

وانطلاقاً ممّا تقدم، تشير الأوساط الديبلوماسية، إلى أن السفيرة الفرنسية في بيروت آن غريو، ستطرح مع سفراء الدول التي شاركت في لقاء باريس، كلّ ما جرى عرضه في هذا اللقاء، وذلك، في سياق جولة على المسؤولين في بيروت، اعتباراً من الأسبوع المقبل، حيث سينقل هؤلاء السفراء، أبرز النقاط التي حصل الإتفاق عليها، تزامناً مع التأكيد على التزام مجموعة الدول الخمس بمساعدة الدولة اللبنانية والشعب اللبناني، من خلال الوقوف إلى جانبه، وذلك، في حال قرّر اللبنانيون أنفسهم الإنخراط في عملية الإنقاذ التي تأخرت كثيراً.