الانتفاضة البرتقالية على باسيل تخرج الى العلن... والتمرّد الداخلي يتفاقم!


 لطالما تباهى محازبو ومناصرو "التيار الوطني الحر" بولائهم المطلق للمؤسسة العسكرية، فكانوا من المقرّبين اليها والمدافعين عنها ، لكن يوم الاحد الماضي غرّد رئيسهم النائب جبران باسيل خارج السرب، فتولى الهجوم على قائد الجيش العماد جوزف عون من كل النواحي، مطلقاً عبارات واتهامات لاقت رفضاً بالمطلق من المسؤولين واكثرية الافرقاء والاطراف السياسية والحزبية، خصوصاً انّ المؤسسة العسكرية ما زالت تقوم بدورها وواجبها على أكمل وجه، ورئيسها نجح في مهمته الصعبة في هذه الظروف الدقيقة والخطرة، الامر الذي شكّل استياءً شعبياً كبيراً من كلام باسيل الذي لم يجد احد مبرّراً له، سوى إطلاق النيران السياسية على المرشح الرئاسي الذي اصبح في الصدارة، وفق ما قال النائب راجي السعد المنتمي الى كتلة " اللقاء الديموقراطي" التابعة للنائب السابق وليد جنبلاط، الذي صرّح مراراً بأنه لا يحب العسكر في بعبدا، ما يعني انّ الرسالة وصلت الاسبوع الماضي الى باسيل، ومفادها انّ العماد جوزف عون بات على الدرب المؤدية الى القصر الجمهوري. 

إضافة الى معطيات خارجية تؤكد ذلك، سرعان ما انتشرت بين الاطياف السياسية، لكن باسيل لم يتلقفها فكان الرد بالهجوم السياسي، لتأتي النتيجة معاكسة ومن قلب "التيار" ، وتحديداً من قبل بعض النواب والقياديين والمسؤولين الذي سارعوا الى استنكار كلام باسيل ورفضه، خلال اتصالات بقائد الجيش معلنين تضامنهم معه ورفضهم لتلك الاتهامات.

الى ذلك قام 17 مسؤولاً في "التيار"، بعضهم من بلدة العيشية – جزين، حيث ينحدر منها قائد الجيش، بتقديم استقالاتهم الخطية عبر بيانات انتشرت صورها على مواقع التواصل الاجتماعي وفي بعض وسائل الاعلام والمواقع الالكترونية، وافيد وفقاً لمعلومات من مناصري "الوطني الحر" في البلدة المذكورة، بأنّ النائب السابق زياد أسود كان من المشجعين لتلك الاستقالات، فضلاً عن نواب سابقين كانوا ينتمون الى "التيار"، إضافة الى المعارضة العونية التي تضّم مسؤولين بارزين، يُعتبرون من مؤسسي "الوطني الحر"، فضلاً عن نواب وقياديين حاليين رفضوا ان يكونوا جزءاً من حملة كبيرة ضد قائد الجيش، بسبب الطموح الرئاسي لباسيل، الذي يعلم جيداً بأنّ حظوظه معدومة، ومع ذلك يواصل صراعاته وخلافاته مع كل مرشح، او اسم يتم التداول به للموقع الاول.

في السياق يصف مسؤول عوني سابق كلام رئيس "التيار" ضد القائد جوزف عون، بالحملة المرفوضة والمحضّرة مسبقاً وبتمعّن، والتي انتجت شعبية كبيرة للاخير، لانه شنّها عليه شخص على عداء كبير وخلافات لا تعّد مع كل مسؤولي البلد، واصفاً الحقبة التي تسلّم خلالها باسيل رئاسة "التيار" لغاية اليوم بالديكتاتورية، لانه منح لنفسه صلاحيات استثنائية، لذا آن الآوان للانتفاضة عليه من الداخل، وهذا اكثر ما يزعجه لذا يسارع الى منع انتشار أي خبر يتعلق بهذه المسألة، لكن كل شيء بات في العلن.

واشار المسؤول العوني السابق الى انّ نهج الديموقراطية في "التيار"، غاب كلياً منذ سنوات، وساد التغاضي عن الكثير من الاخطاء، واعتمدت سياسة التنصّل من خلال عدم الاصغاء الى المطالب، ما ساهم في تفاقم ما نحن فيه اليوم من مشاكل داخلية ونتائج خطرة، بسبب سوء الإدارة التي وصل إليها "الوطني الحر"، لذا لا يجب ان يستخفوا بالاستقالات التي ُقدمّت قبل يومين، لانها ستكثر في الايام المقبلة، وابدى آسفه وحزنه على كل التضحيات التي ُقدمت "من اجل ان نكون في صدارة المدافعين عن لبنان وسيادته، فيما انقلبت الادوار واصبحت في مكان آخر لا يشبهنا".

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...