رئاستا المجلس والحكومة في مرمى المسيحيين!

 

لم يحدّد رئيس مجلس النواب نبيه بري جلسة انتخاب جديدة الأسبوع المقبل، واستبدلها بجلسة للجان النيابية المشتركة، وهو ما أثار الكثير من الظنّ في السبب الذي دفع بري الى هذا الموقف.

وثمّة من ربط هذا الأمر بالضغط الذي يتعرض له رئيس البرلمان الذي كان هدفا لتصويب الكثير من القوى وخصوصا المسيحية منها، فيما أزعجه من دون أدنى شك اعتصام النواب في حرم المجلس، في خطوة اعتراضية غير مسبوقة لم تنزل بردا وسلاما عليه.

وكان لافتا أن أيا من المعنيين لم يكن يتوقع خطوة بري، فيما الإدارة المجلسية بكل أجنحتها وقفت عاجزة عن تبرير ما حصل، إما لعدم علمها بما كان يخبّئ رئيس المجلس، وإما لغياب أي قدرة لديها على مناقشته في قراره.

ولعلّ أقسى ما ينزل ببري هو موقف الكنيسة المارونية المتدحرج صعودا، وقد بات ينطوي على ما يفوق الغضب من العقم النيابي الحاصل في مسألة انتخاب رئيس للجمهورية.

ومن المرتقب أن تحمل عظة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، غدا الأحد، دفعة عنيفة من الإنتقاد والشجب اعتراضا على إيغال المجلس النيابي في التلكؤ عن انتخاب رئيس للجمهورية، وبعدما ثبت له تباعا أن هناك من يسعى بدلا من واجب انتخاب الرئيس الى التطبيع مع الفراغ الرئاسي وتطويع المؤسسات وجعل رئاسة الحكومة الحاكم - الواجهة، بذريعة الالتفات الى حاجات الناس ومصالحهم.ويظهر أن الراعي كشف بنفسه وبالعين المجرّدة النيات المبيّتة لدى القوى التي تطبّع مع الفراغ الرئاسي، بعدما كان يفترض لدى هؤلاء حسن النية. وليس أبلغ من موقف الاساقفة الموارنة الحادّ من أداء رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي تعرّض للإنتقاد القاسي والمباشر في بيانهم الشهري. ولن يستطيع بالتأكيد أن يتجاوز الموقف الكنسي غير المسبوق تجاهه وتجاه موقع رئاسة الحكومة، حتى لو بادر، كما فعل قبل يومين، الى استجلاب الغطاء السني عبر استقباله عددا من مفتي المناطق، وصولا الى اتهام مقربين منه الكنيسة بـ"تغذية الانقسامات السياسية والطائفية"، على حدّ زعم هؤلاء.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...