هل تشنّ إسرائيل حربًا على لبنان؟


 كتبت إيفانا الخوري في "السياسة": 

انشغلت إسرائيل ليل أمس بالتصعيد والتهويل فيما لبنان الرسمي التزم الصمت التامّ رغم سيل الأخبار المنقولة عن مسؤولين إسرائيلين والتي تفيد بالاستعداد للحرب مع رفض التعديلات التي طلبها الجانب اللّبناني على اتفاق ترسيم الحدود. 

ونقل موقع "أكسيوس" عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين، أنّ "أهم تغيير في مسودة الاتفاق الذي طالب به لبنان يتعلق بالاعتراف بـ"خط العوامات" كحدود دولية".

وأشار المسؤولون إلى أنّ الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين "أبلغ القادة اللبّنانيين أنّ إسرائيل مستعدة للتنازل عن أشياء كثيرة، ولكن ليس موقع خط العوامات، الذي سيتحول إلى حدود دولية متفق عليها". 

ورغم البلبلة التي خلقتها إسرائيل إلّا أنّ التصريحات الأميركية جاءت أكثر تفاؤلًا، حيث تم التشديد وبالتزامن مع التعليقات الإسرائيلية على أنّ لبنان وإسرائيل في مرحلة حاسمة في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية المشتركة بينهما والفجوات تقلصت.

 الصحافي والمحلل السياسي، ابراهيم ريحان يقول لـ "السياسة" إنّ ما يحصل في إسرائيل هو رفع أسقف بهدف تحسين الشروط والتخفيف من حدّة التنازلات التي يمكن أن تقدمها إذا ما أرادت الرضوخ للمطالب اللّبنانية التي أضافت بعض التعديلات على مسودة الترسيم، خاصة أنّ الاتفاقية لم تنتهِ بعد. 

أمّا عن ما إذا كان خيار الحرب مطروحًا فعلًا أم أنه مجرد تهويل، فيرى ريحان أنّ هذا الخيار كان لبنان قد وضعه بداية على الطاولة لتحسين شروطه في المفاوضات وإسرائيل اليوم تقوم بالأمر نفسه. غير أنّ المقلق بوضع هذا الخيار في الواجهة يكمن في أنه قد يؤدي إلى تدهور الأمور وتتحول المسألة برمتها إلى مواجهة جدية. 

يفضل ريحان ربط خيار الحرب وما إذا كانت ستقع فعلًا بتطورات الساعة رغم أنه لا يستبعدها، لافتًا إلى أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد يخوض انتخابات داخلية في الأول من نوفمبر ورئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتنياهو أخلّ بوعده للرئيس الأميركي جو بايدن بعدم استخدام ملف ترسيم الحدود في المعركة الانتخابية. وبعد استهدافه لـ لابيد بهذا الملف لأكثر من مرّة يجد الأخير نفسه مضطرًا للتحرك وإعادة تحصين قاعدته الشعبية، لكنّ الخوف هو من تحوّل شدّ الحبال إلى معركة جديّة. 

إلى ذلك، أشارت معلومات صحافية إلى أنّ هوكشتاين قد يعود إلى الشرق الأوسط على وجه السرعة بعدما عاد الملف إلى الوراء.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...