كتب صلاح سلام في اللواء:
أيهما حصوله أسهل: إنتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل إنتهاء الولاية الحالية،أم الانصراف إلى تشكيل الحكومة العتيدة قبل حدوث الشغور الرئاسي؟
وإذا كان الوضع الطبيعي يقتضي إنجاز الإستحقاقين في فترة زمنية واحدة، وقبل نهاية الشهر الحالي، فإن تعقيدات الأزمات الإقتصادية والمالية والإجتماعية، وما يواكبها من خلافات داخلية بين أهل الحكم، وصراعات حزبية وشخصية بين أفرقاء المنظومة السياسية، تحول دون تحقيق الإنجازين معاً، بل وتجعل من الصعوبة بمكان تحقيق أحدهما بالسرعة اللازمة.
أجواء أهل الحكم تُشير إلى أن العمل على الملف الحكومي في هذه الفترة يبقى أجدى من الغوص في متاهات الإستحقاق الرئاسي، الذي يلفه الغموض من كل الجوانب، وهو أسير المناورات الخارجية، بغض النظر عن كل العنتريات الداخلية، والتي تدّعي القدرة على إيصال رئيس إلى قصر يعبدا من نوع «صنع في لبنان».
المشكلة أن قطار الحكومة يتقدم خطوة ثم لا يلبث أن يعود إلى الوراء عشر خطوات دفعة واحدة، تحت تأثير التشاطر المستمر من فريق العهد، والذي يتفنن في طرح المطالب والشروط، ولا يرسو على وضع مستقر، من شأنه أن يؤدي إلى الولادة الحكومية قبل إنتهاء العهد الحالي في ٣١ تشرين الجاري.
وأحياناً يبدو الرئيس المكلف وكأنه غير مبالٍ بتعويم حكومته الحالية بعد إجراء التعديلات المتداولة في عدد من الحقائب والأسماء، تاركاً لمناورات تيار العهد ورئيسه أن تأخذ مداها، دون وضع حدود حازمة للطروحات التي تنطوي على كثير من التحدي، وتنال من رئيس الحكومة شخصياً بعض الأحيان.
والرئيس ميقاتي يدرك تماماً أن الوقت بدأ ينفد، وأن العد العكسي لا يعني نهاية عهد ميشال عون وحسب، بقدر ما يعني في الوقت نفسه قدرة الرئيس المكلف على إنجاز تركيبة حكومته، لتكون جاهزة، بكامل الأوصاف الدستورية، لإستلام صلاحيات رئيس الجمهورية بعد ٣١ تشرين الأول الحالي.
لقد وعد ميقاتي اللبنانيين بأنه سينام في بعبدا حتى الإنتهاء من تأليف الحكومة، فكانت النتيجة أن زياراته لبعبدا أصبحت أقل من قليلة، دون أن يعلن للناس الموعودين بالحكومة عن حقيقة الأسباب التي تُعرقل حتى الآن الولادة الحكومية.
لا الوعد تحقق..، ولا المصارحة حصلت..، والبلد مازال معلقاً بين السماء والطارق!!
المصدر : اللواء