باريس على خطى واشنطن... استقرار لبنان خطّ أحمر


 على رغم الاهتمام الفرنسي الحالي، بالمنطقة الإفريقية وتحديداً الجزائر وأهمية مواد الغاز والنفط الجزائرية لفرنسا، إلّا أن الدبلوماسية الفرنسية، لا تترك مناسبة، إلّا وتدخل لبنان فيها، لجهة حضّ كل من يستطيع المساهمة، على توسيع الجهود من أجل تأمين مقومات الاستقرار للبنان، خصوصاً مع حلول زمن الاستحقاق الانتخابي الرئاسي فيه، وفي ظلّ معاناة معيشية مريرة، وكذلك مع تعويم ملف الترسيم والثروة الغازية في لبنان وجواره الجنوبي.

ومن المناسبات التي تدخل فيها باريس الوضع اللبناني وان لم يكن في جدول عملها، هي الـ g7 والـ g20 ، وأي لقاءات اخرى اقليمية، بحسب الدكتور محيي الدين شحيمي، استاذ في كلية باريس للأعمال والدراسات العليا .

شحيمي لفت في حديث لـ "ليبانون فايلز" ان "جو البيان الذي صدر عن الخارجية الاميركية الاربعاء لجهة حضّ اللبنانيين على إجراء انتخابات حرّة ونزيهة، وما حمل في طياته من تنبيه وتشديد على وجوب تحصين الاستقرار في لبنان، وعدم هزّه، هو ذاته الجو التي تمضي به الدبلوماسية الفرنسية، سواء في اتصالاتها غير المعلنة في معظم الأحيان مع طهران، او من خلال اتصالات دبلوماسييها في الادارة الرئاسية الفرنسية، مع المعنيين في بيروت وفي دول غربية وخليجية"وأشار شحيمي الى ان "السفيرة الفرنسية آن غريو بعد عودتها الى لبنان، ستكون لها مروحة من الاتصالات، لرفد أجواء تساهم في دفع المعنيين، الى التقارب والتفاهم، لتأمين أجواء لانتخاب رئيس للجمهورية، في فترة لا تتعدى نهاية المهلة الدستورية اكثر من شهرين، وفي شكل يسابق اي اتجاه داخلي لإحداث فوضى".

الدكتور شحيمي شرح انه "مع التراجع المؤذي في اقتصادات العالم بعد جائحة كورونا وتداعياتها، ثم التوتر في بحر الجنوب، فالحرب في جنوب شرق أوروبا على الارض الاوكرانية، بدأت الدول تذهب تباعا الى اتفاقات اقتصادية وصناعية وتصنيعية بحسب المقتضيات الدولية وشعوبها، وضمنها بات من الممنوع ومن المريب ان يحصل أي صدام في منطقة الشرق الأدنى على سبيل المثال الأول، أي في المنطقة التي يقع فيها لبنان والعراق وفلسطين وحتى تركيا وجوارها، ومن هنا عدم اقفال مفاوضات الملف النووي على اجواء سلبية، وعدم توتيرالجبهة اللبنانية الاسرائيلية، ومحاولة الاحاطة بأوضاع العراق حيث تنشط دبلوماسية اميركية، من اجل ضمان عدم تفجير الساحة العراقية والعمل لفتح حوارات عراقية- عراقية، وحوارات عراقية- اقليمية هناك".وفيما حلقة التأثيرات في هذه المنطقة متكاملة، وفيما تتمسك فرنسا بدور لها في لبنان، ومع ارتفاع حجم الحاجة الفرنسية الاقتصادية والغازية، فمن البديهي ان كفة العمل بجدية لاستقرار الساح اللبنانية، تغلب على كفة اللاستقرار، وان كانت بعض القوى المحلية ستحاول إحداث نتوءات- ما. ومن هنا ايضا، يبرز استمرار الأجواء الايجابية نسبياً على مسار ملف الترسيم البحري الحدودي بين لبنان والاسرائيليين، وإن كان تم توسيع ما يسمى بالمهل، من ايلول الى ما بعد تشرين الأول.

ولعلّ محادثات عاموس هوكشتاين أمس الجمعة في بيروت، خير اشارة الى هذا الجو.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...