هل تتوحّد القوى المعارِضة في وجه "حزب الله"؟


 مما لا شك فيه أن الساحة الداخلية قد دخلت فعلياً في مدار استحقاق الإنتخابات الرئاسية، ولكن من دون أن تتّضح خارطة التحالفات والإصطفافات السياسية، على الرغم من زحمة المرشّحين المُعلَنين وغير المُعلَنين والمدعومين محلياً أو خارجياً.

لكن الثابت، وبعدما أدلى كل فريق بمواصفات مرشّحه إلى رئاسة الجمهورية، فإن من تحدّث بشكل صريح عن مواصفات الرئيس المقبل، والذي تدعمه على وجه الخصوص الإدارة الأميركية، هم أعضاء وفد لجنة التنسيق اللبنانية ـ الأميركية، الذين جالوا على الرؤساء الثلاثة، كما على أحزاب وتيارات وشخصيات معارِضة، تحت عنوان "الدفع باتجاه إجراء انتخابات رئاسية بعد إنجاز الإنتخابات النيابية، في ظل الأوضاع الصعبة في لبنان على كل النواحي والمستويات".

وفي هذا السياق، تكشف معلومات مواكبة عن قرب لحراك وفد لجنة التنسيق اللبنانية ـ الأميركية، عن أن خلفية الزيارة الطويلة نسبياً للبنان، تقوم على محاولة الدفع باتجاه السعي من أجل حصول توافق بين القوى المعارِضة على ترشيح شخصية تحمل صفتين أساسيتين: صفة الرئيس السيادي أولاً، والرئيس الإصلاحي ثانياً، وبالتالي، فإن هذا "اللوبي" اللبناني ـ الأميركي، ينشط في بيروت اليوم بعد الولايات المتحدة، من أجل محاولة تبيان كيفية توظيف علاقاتهم وطاقاتهم وقدراتهم، كما بهدف توحيد صفوف هذه المكوّنات المعارِضة، والتي لا يجب أن تبقى متباعدة مهما كانت الظروف والعناوين.

فالبرنامج السياسي الذي وضعه هذا الوفد، يتركّز، كما تقول المعلومات، على أن تكون هناك جبهة موحّدة للقوى السيادية والتغييرية، كما المستقلّة، في الأمور الأساسية والمصيرية، مع الإبقاء على خصوصية كل طرف من هذه الأطراف واستقلاليته.

وفي إطار الوصول إلى وحدة الموقف في المفاصل الأساسية على الساحة الداخلية، فإن المعلومات ذاتها، كشفت عن أن اللقاءات التي عقدت في اليومين الماضيين، شكّلت مقدّمة في عملية استشراف وجهات النظر كافة، وتحديد نقاط التقاطع بين المكوّنات المعارِضة السيادية، والقوى الإصلاحية التغييرية، وذلك، تمهيداً لبحث إمكانية الوصول إلى إسم أو شخصية يتم طرحها في الإستحقاق الإنتخابي الرئاسي المقبل.

ولا تخفي المعلومات، أن أعضاء الوفد تحدّثوا صراحة عن خطر محدق بلبنان، والذي يتمثّل ببقاء السلطة في قبضة "حزب الله". ومن هنا، فإن الهدف هو عرض كل السبل التي من الممكن أن تؤدي إلى إخراج المؤسّسات الدستورية من هذه القبضة، علماً أن ما هو متاح اليوم من أجل تحقيق هذا الهدف، غير كافٍ نظراً لعدم وضوح ونضوج الظروف الإقليمية والدولية التي تؤمّن تحرير المؤسّسات الدستورية من سيطرة الحزب.

وبالتالي، تابعت المعلومات، فإن مبادرة لجنة التنسيق هذه، تأتي في توقيت بالغ الأهمية قبل موعد الإنتخابات، وترمي إلى توحيد الصفوف من أجل تسمية واحدة وقرار مشترك يمثّل تطلّعات الناخبين التي عبّروا عنها في 15 أيار الماضي موعد الإستحقاق النيابي.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...