تل أبيب تضرب مرةً جديدةً في كاريش


 يجلس المستوى السياسي اللبناني منتظراً عودة الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل آموس هوكشتاين، وطبيعة الجواب الذي سيحمله من تل أبيب (حين يعود) رداً على الإقتراح اللبناني بتعريج الخطّ الحدودي 23 قبالة حقل قانا غير أن المستوى الإسرائيلي وعلى العكس من ذلك، يتصرف وكأن شيئاً لم يكن!

قبل ساعاتٍ قليلة من الآن، تحرّكت سفينة الحفر Stena ice max التابعة لشركة "هليبرتون" الأميركية باتجاه شمال حقل كاريش المتنازع عليه مع لبنان، تحديداً نحو الجزء اللبناني الواقع شمالي الخطّ 29 وعلم  من مختصّين في رصد حركة السفن الإسرائيلية في المياه، أن Stena تتمركز على مسافة ميل ونصف ميل شمال الخطّ 29 وعلى بعد مسافةٍ قصيرة من باخرة الإنتاج Energean Power الهدف من حركة سفينة الحفر البريطانية المستأجرة لصالح الشركة الأميركية، تحويل البئر الإستكشافي KN-01 إلى بئر إنتاج، كي يصار لاحقاً إلى ربطه مع سلسلة آبار إنتاج، كان العدو قد افتتحها على مراحل في الجزء الجنوبي من الحقل.

خطوة الربط هذه، وفق خبراء، تعني قرب انتهاء مشروع ربط الآبار تمهيداً لبدء سفينة الإنتاج Energean Power عمليات الإستخراج من كاريش، و تترافق مع تأكيد إسرائيل بإستمرار ورش الإكتشاف في المتوسط.

وبانتظار طبيعة الموقف اللبناني، إنشغل متابعون للشأن في تقدير الخطوة الإسرائيلية، بحيث يتبيّن أن العدو يستكمل خططه الغازية في المياه التي يقول لبنان الرسمي إنها "متنازع عليها"، متجاهلاً الوساطات الأميركية وطلبات لبنان إلى الوسيط الأميركي بتجميد الأعمال الإستكشافية في المنطقة المُشار إليها.

وبدل التحرك، يفضّل الجانب اللبناني إنتظار عودة هوكشتاين! وبحسب تقديرات سياسية، فإن الوسيط الاميركي قد يؤخّر عودته، تبعاً للأجواء غير المشجّعة بالنسبة إلى تل أبيب، المنشغلة في الوقت الراهن بمسائل لها علاقة بتوقيع عقود بيع الغاز إلى الإتحاد الأوروبي بالتعاون مع مصر، ولا وقت لديها لمناقشة قضايا جانبية، وفق ما صرّحت به مصادر دبلوماسية لـ"ليبانون ديبايت".

خبراء في مجال الطاقة، يعتقدون أن الخطوة الإسرائيلية، مؤشرٌ عملي على طبيعة الرد على الإقتراح اللبناني وبالتالي على وساطة هوكشتاين فيما لو استأنف الأخير زياراته إلى المنطقة وكانت قد وردت مؤشرات في الإعلام الغربي توحي بأن تل أبيب "لا تكترث" بالمطالب اللبنانية، ما دامت بيروت أعلنت سلفاً، أن خطّ حدودها ينتهي عند النقطة 23، وبالتالي إن الإدعاءات بوجود منطقة متنازع عليها جنوبي الخطّ المذكور "مجرّد أحاديث إعلامية".

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...