هل يتحرر ميقاتي من شروط باسيل؟


 عاد الرئيس نجيب ميقاتي رئيسا مكلفاً للمرة الثانية في عهد الرئيس ميشال عون، ولكن وخلافاً لتكليفه الاول في تموز الماضي حيث حصد ميقاتي 72 صوتا، حصل رئيس تيار العزم اليوم على 54 صوتا بامتناع عدد كبير من الكتل عن تسميته وأبرزها التيار الوطني الحر الذي رأى بحسب رئيسه النائب جران باسيل أنه لا يمكن جمع الاصلاح مع ميقاتي وهي المرة الثانية التي يرفض التيار تسمية ميقاتي في عهد الرئيس عون.تقول مصادر التيار الوطني الحر إن باسيل رفع سقف الاعتراض على تسمية ميقاتي عندما وصفه بالنهج الحامي للفساد، مشيرة الى أن حمايته لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة ومنع القضاء من تأدية واجبه في استجواب الحاكم وامتناعه ايضا عن تعيين بديل اضافة الى رفض رئيس الحكومة المكلف التوافق مع باسيل على سلة التعيينات وتطبيق خطة الكهرباء كما وضعها التيار، كلها أدت الى كسر الجرة بين ميقاتي وباسيل وخلفه العهد، حيث يرى التيار أن ميقاتي ومعه الرئيس نبيه بري كانا على تناغم تام حيال تمرير المرحلة الفاصلة عن نهاية العهد وفق أجندة خاصة بالرجلين ولو على حساب الناس ووجعهم.

ما بعد التكليف الثاني، سيكون ميقاتي أمام مهمة شاقة وصعبة، وهو العالم بخفايا الكتل ومطالبها التي تكشفها في التوقيت الحكومي المناسب فالتيار الوطني الحر الذي ترك الباب مفتوحا حيال مشاركته في الحكومة من عدمها سيكون حاضرا عند أي طرح جدي للتأليف في الاشهر الاربعة الفاصلة عن موعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية. ويُدرك ميقاتي أن التيار الوطني الحر لن يتخلى عن وزارة الطاقة بأي ثمن، وعندما يلمس باسيل أن هناك جدية بتأليف الحكومة سيفرض شروطه وعلى رأسها حقيبة الطاقة ويربط الامر بتوقيع رئيس الجمهورية لمرسوم التأليف في حال نجح ميقاتي بتنقيح المسودة الحكومية المفترضة وعرضها بشكل رسمي على الرئيس ميشال عون.

من هنا، فإن احتمال التصريف أقوى من احتمال التأليف وسيؤدي ميقاتي دوره الرائد في تدوير الزوايا لتأليف حكومة تراعي التوازن السياسي في البلاد انطلاقا من حديثه عن اجراء تعديل وزاري يطال عددا من الحقائب كان طرحه سابقا على الرئيس نبيه بري الذي وعده باقناع التغييريين بالحصول على وزارة اساسية تراعي حجم تمثيلهم اضافة الى نائب رئيس للحكومة، على أن يأخذ اللقاء الديمقراطي حصة النائب السابق طلال ارسلان فيما يُقنع حزب الله التيار بالقبول بهذا الطرح على أن يُجري الوطني الحر تعديلا في بعض الاسماء ومن بينهم استبدال وزير الشؤون الاجتماعية الحالي بآخر مقرب من باسيل الذي يضع أيضا وزارة الصحة العامة ضمن الحصص التي يريدها في الحكومة الميقاتية الجديدة في حال تم تشكيلها.في جيب ميقاتي مقترحات عدة لتمرير المرحلة استعدادا لمواكبة الفراغ المقبل بعد 31 تشرين الاول، ويُراهن الرجل على تقاطع المصالح الايرانية الاميركية في الاشهر الفاصلة عن انتهاء العهد ليثبت نفسه رئيسا لحكومة عهد جديد يأتي بعد تسوية دولية تعمل عليها فرنسا مع الولايات المتحدة والسعودية اضافة الى ايران، وتسمية حزب الله لميقاتي تُعطيه قوة دفع للمرحلة المقبلة التي تحمل برأيه الكثير من التطورات المرتبطة بتبدل مواقف الكتل النيابية المتحكمة اليوم بالمشهد السياسي وتراجع قوتها الدستورية ويأتي تكتل لبنان القوي في المقدمة، اذ يشكك ميقاتي بقدرة باسيل على التعطيل حين تنتهي ولاية الرئيس عون وتبدأ مرحلة جديدة قد تحمل سليمان فرنجية الى كرسي بعبدا وعندها تنتقل القوة الدستورية من تكتل لبنان القوي الى تكتل جديد يتقاسمه فرنجية بري وميقاتي وبرعاية خارجية.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...