يبدو واضحا أنّ تراجع مسار التفاوض حول الملفّ النووي الإيراني في فيينا وفشل الأطراف المُفاوضة في إعادة إحياء الإتفاق أرخى بثقله على ملفّات المنطقة بعد أن كانت اكثر من عاصمة عربية مُلتهبة تعوّل على تأثير إيجابي مأمول من العودة الى الإتفاق. بحسب أوساط مُتابعة فإنّ الازمة الناشئة في العراق بعد أشهر على انسداد أفق الحل السياسي وتعثر اختيار رئيس للجمهورية والحكومة رفعت من منسوب الإستياء الإيراني من رجل الدين الشيعي مُقتدى الصدر الذي ردّ على التهديد بإستقالة نوابه من البرلمان الامر الذي أشّر الى مواجهة كبيرة يُحضّر لها الصدر بالتحالف مع المكوّنين السنّي والكردي. وردّا على إرادة الصدر بالمواجهة، تتابع الاوساط، دفعت طهران في إتجاه حكومة اللون الواحد مع عزل المُكوّنين السنّي والكردي.
يبدو جليّا أنّ مقاربة طهران للازمة في العراق مؤشّر بالغ الدلالة الى الحساسية الإيرانية المفرطة تجاه ما يحصل في الإقليم، والأسباب بحسب المراقبين تتلخّص بالآتي:أوّلا- تراجع مسار التفاوض النووي
ثالثا- بروز بوادر الحلف السني العربي- التركي واستطراداً الإسرائيلي.
رابعا- المظلة الجوية (النووية لاحقا) العربية -الاسرائيلية ضد التهديد الإيراني، والتي دخلت في الخدمة الفعلية.خامسا- ارتفاع احتمال عودة بنيامين نتنياهو في الانتخابات المبكرة في اسرائيل بعد تعثّر الإئتلاف الحكومي. وهنا تسأل الاوساط عن تأثير هذه العودة سلبيا على ملفّ ترسيم الحدود البحرية مع لبنان.
وتشير الى أنّ زيارة الرئيس الاميركي جو بايدن الى المنطقة ستكرّس حكماً النقاط الأربعة الأولى، مع الخشية بأن تكرّس لاحقا بشكل أو بآخر عودة نتنياهو. وبناء على ما تقدّم، تختم المصادر تبقى العين على لبنان في إنتظار كيف سيتفاعل حزب الله مع كل هذه الدينامية الدراماتيكية المحيطة والمُفرطة.