شبكة أنفاق جديدة تزيد المخاوف من نوايا إيران النووية


 يراقب مسؤولو مخابرات أميركيون وإسرائيليون بحذر تزايد نشاط طهران النووي التي بدأت مؤخرا بحفر شبكة أنفاق واسعة لبناء منشآت نووية جديدة في أعماق الجبال يمكنها تحمل القنابل الخارقة للتحصينات والهجمات الإلكترونية، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز".

وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة وإسرائيل تراقبان البناء في الموقع منذ عدة أشهر، لكنهما امتنعتا عن التعليق علنا، باستثناء إشارة موجزة أدلى بها الشهر الماضي وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس.وأشارت الصحيفة إلى أن صور أقمار صناعية أظهرت أن الموقع الجديد يقع بالقرب من منشأة نطنز النووية التي تعرضت لهجوم في 2020 يعتقد أن إسرائيل تقف خلفه.

الموقع الجديد يشبه لحد ما منشأة فوردو النووية الايرانية التي تم بنائها تحت جبل على قاعدة عسكرية يديرها الحرس الثوري في 2009 وتتطلب صواريخ خارقة للتحصينات من أجل استهدافها وهي قدرة لا تمتلكها إسرائيل لغاية اليوم، وفقا للصحيفة.

وتنقل الصحيفة عن مسؤولين أميركيين القول إن واشنطن تراقب بناء المنشأة الجديدة منذ أكثر من عام، لكنها ليست قلقة جدا لإن الانتهاء منه يحتاج لعدة سنوات.

كذلك يشتبه هؤلاء المسؤولون في أن الغرض المباشر من الموقع الجديد هو استبدال منشأة نطنز لتجميع أجهزة الطرد المركزي التي فجرتها إسرائيل في أبريل 2020.

وتشير الصحيفة إلى أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تقول إن هناك متسعا من الوقت للتعامل مع المنشأة الجديدة، من خلال المفاوضات إن أمكن وبالقوة إذا لزم الأمر. 

بالمقابل يرى الإسرائيليون المجمع الجديد دليل آخر على جهد إيراني لا هوادة فيه للسعي وراء صنع قنبلة نووية، مما يعطي تل أبيب الحجة لتبرير هجماتها المتكررة على البرنامج النووي الإيراني والعلماء والمهندسين الذين يقفون خلفه.

ويقول مسؤولون إسرائيليون للصحيفة إن بناء المنشأة الجديدة بدأ في عام 2020، وتشير تقديراتهم إلى أن المرفق كبير جدا، وهو أكبر بكثير مما هو مطلوب لاستبدال منشأة نطنز التي دمرت قبل عامين.

وتنقل الصحيفة عن العديد من المسؤولين الإسرائيليين القول إنهم يعتقدون أن الهدف النهائي لإيران هو استخدام المنشأة لتخصيب اليورانيوم على نطاق واسع، باستخدام أجهزة طرد مركزي متقدمة بدأت إيران بالفعل في تركيبها ، على أساس تجريبي في منشآتها القديمة القريبة. 

ويعترف المسؤولون الأميركيون بأن المنشأة الجديدة كبيرة جدا ومحمية جيدا، وفقا لـ"نيويورك تايمز"، ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة غير مقتنعة بأن إيران تنوي استخدامها لتخصيب اليورانيوم.

وقال مسؤولون أميركيون كبار إن هذا الأمر لا يزال غير مؤكد، وإن الأمر الأكثر وضوحا هو نية إيران استخدام المنشأة لبناء أجهزة طرد مركزي وإعادة بناء المنشآت التي دمرها الإسرائيليون في السنوات الأخيرة.

وتعرّضت إيران مؤخرا، لسلسة من الهجمات طالت شخصيات كبيرة بينهم عسكريون وعلماء، ساهموا في تطوير برنامجها النووي، بالإضافة إلى عدد من المنشآت النووية الحساسة.

وقبل ذلك، تعرض البرنامج النووي الإيراني لضربة قوية في نهاية عام 2020 عند اغتيال محسن فخري زاده عرّاب هذا البرنامج وسط طهران. وتلا ذلك هجوم استهدف أجهزة الطرد المركزي في منشأة نطنز النووية.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...