متى تنتهي الحرب في أوكرانيا؟


 هل انتصرت لغة الحرب على لغة الحوار والتفاوض، وهل دخل العالم في حالة حربٍ عالمية ثالثة ولو بالواسطة في أوكرانيا؟ مع دخول هذه الحرب شهرها الثاني، أسئلة مطروحة في الشارع اللبناني بشكلٍ يومي بعدما انعكست الحرب الروسية على أوكرانيا تسارعاً في حالة الإنهيار على كل المستويات في لبنان بدءاً من قطاع المحروقات إلى قطاعات إقتصادية وصحية ومالية.

فالمواطن اللبناني الذي يتابع وقائع الحرب في أوكرانيا، يتطلّع إلى المفاوضات الروسية- الأوكرانية، مترقّباً إشاراتٍ ولو صغيرة على احتمال وقف إطلاق النار، على أمل أن يتراجع منسوب الخوف لديه من المجاعة القادمة والتي تعلن عنها دول ومنظمات دولية وأممية فهل وصلت هذه الحرب إلى نهايتها؟ "ليبانون ديبايت" سألت الباحث والمحلل العسكري خالد حماده، الذي قال إن ما تعيشه أوكرانيا اليوم، هو صراع دولي مفتوح بين روسيا والصين من جهة والولايات المتحدة الأميركية الأميركية من والدول الأوروبية من جهةٍ أخرى، وتمّ اختيار أوكرانيا مسرحاً لها، فأوكرانيا هي اليوم ساحة صدام دولي مفتوح ولو توقف إطلاق النار.

وتحدث الباحث حماده عن سيناريوهين في أوكرانيا لا ثالث لهما، الأول إذا نجحت المفاوضات الروسية- الأوكرانية، فإن روسيا ستحقق مجموعة أهداف، أولها أنه لن تكون أوكرانيا عضواً في حلف الناتو، وثانياً لن تمتلك أوكرانيا قدرات نووية تهدد مستقبلاً روسيا، وثالثاً سيتمّ إعطاء الجمهوريتين في الدونباس، الإستقلال الذاتي بمعنى أنه سيكون وضع هاتين الجمهوريتين مثل وضع أربيل العراق، أي أن أوكرانيا ستصبح دولة فدرالية وسيكون لهاتين الجمهوريتين حكمٌ ذاتي.

أمّا في ما يتعلق بالمدن المحاصرة والتي دخلها الروس سواء على شاطىء بحر آزوف مثل ماريوبول أو سواها، فربما ستكون خاضعة لترتيبات خاصة.

أمّا السيناريو الثاني، يضيف حماده، وإذا لم تنجح المفاوضات، فإن العمليات العسكرية سوف تُستأنف ، وبالتالي روسيا ستستمرّ بالحرب كداعمٍ للإنفصاليين في الجمهوريتين وبالتالي سيكون عنوان الحرب من الجهة الشرقية، الإنفصاليين الذين سيقاتلون لأهداف قد تصل إلى كييف أو قد لا تصل إلى كييف، ولكن سيكون هناك إشتباكٌ دائم بين شرق أوكرانيا بواسطة الإنفصاليين ومن خلفهم روسيا، وبين غرب أوكرانيا بواسطة الأوكرانيين ومن خلفهم الولايات المتحدة وحلف الناتو وأوروبا الغربية. ولكن وفي مطلق الأحوال الآن، لم تعد كييف هدفاً معلناً وهناك حالة انتظار لما ستُسفر عنه المفاوضات، وسيتمّ طبعاً البناء على الشيء مقتضاه .

وخلص حماده إلى الإشارة إلى أنه وفي حال نجحت المفاوضات، ستبقى الإتفاقيات بين أوكرانيا وروسيا، غير قابلة للتنفيذ إن لم يكن هناك ضامنٌ أميركي وضامن أوروبي، لأن أوكرانيا لا تستطيع ان تضمن رفع العقوبات التي ترتّبت أوروبياً وأميركياً على موسكو، وبالتالي فإن المفاوضات الحالية تبقى بحاجة لمشاركة دولية ربما من الأمم المتحدة ولمشاركة أميركية وأوروبية لتكون كل الإتفاقيات موضع التنفيذ.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...