شاهين يُشكِّك بإجراء الإنتخابات... وهذا ما حذّر منه


 تبقى الشّكوك بإمكانيّة تطيير الإنتخابات النيابيّة مشروعة في ظلّ الأجواء التي تُشاع عن مشاكل لوجستيّة وإدارية مَعطوفة على "اللغم" الذي زَرعه المسؤولون بتحديد موعد الإنتخابات قبل أسبوع واحد من إنتهاء ولاية المجلس النيابي الحالي.

وفي هذا الإطار، يَشرح الصحافي والمُحلّل السياسي جورج شاهين لـ "ليبانون ديبايت" "المَخاطر المُحيطة بالإنتخابات والسيناريو المُحتمل في حال تطييرها".ويُفند شاهين رؤيته من "موضوع تشكيكه بحتميّة الإنتخابات" أوّلًا "منذ أنْ حُدِّد الخامس عشر من أيّار موعداً لإجراء الإنتخابات "ساورَه" القلق من إحتمال تطييرها أو تأجيلها أو اللجوء إلى التمديد التقني لمجلس النوّاب أو لتأجيل الانتخابات حتى شهر أيلول المقبل، ومرد ذلك إلى أكثر من سبب، أوّلها إختيار موعد يَسبق نهاية ولاية المجلس بأسبوع أمراً ليس بريئاً،لا سيّما أنّ نهاية ولاية مجلس النواب في 21 أيار وتحديد موعد إنتخابات في آخر أحد يَسبق هذا الموعد يعني أنّ هناك "لُغماً" ما قد زُرع ويُمكن تفجيره في أيّ لحظة".

والمعطى الثاني لهذا التشكيك: "فُقدان الجوّ السياسي المُؤاتي للإنتخابات، حيث جَرت العادة منذ العام 1992 على الإنتخابات في أجواء من التوافق السياسي، وزاد من الحاجة إلى هذا التوافق إنهيار تركيبتَيْ 8 و14 آذار واستئثار بعض الأطراف القويّة بالمجال السياسي". ويضاف الى ذلك عزوف رئيس تيار المستقبل عن المشاركة في الانتخابات ترشيحا واقتراعا، وتعليق مشاركته في الحياة السياسية.

كما لا يُمكن أن يُسقط أنّ هذه الانتخابات، "تأتي في وقت كَثُرَت فيه الملفّات الخلافيّة، لا ننسى أنّ هناك خلافاً كبيراً حول مسار التحقيق العدلي في جريمة مرفأ بيروت، وترددات "أحداث الطيونة"، كما بالنسبة الى التشنج في الوضعين الإقليمي والدولي، نتيجة التعثّر في مفاوضات فيينا كما على مستوى المفاوضات السعودية - الإيرانية".

في الشق المتعلّق بإنتخابات المُغتربين، يُوضح أسباب "التخوّف" منها ويَقول: "كلنا ندرك أهميّة وخطورة مشاركة المغتربين أو المنتشرين في العالم في هذه الدورة وبخاصةٍ بعدما إرتفع عدد المُشاركين إلى ما يقارب الـ 225 ألف و334 ناخباً، وهو أمر أقلَقَ بعض القوى وخصوصاً قوى مثل "حزب الله" أو "التيار الوطني الحرّ" وغيرهم نتيجة تحميلهم مِن قِبل أكثرية المُنتشرين مسؤولية ما آلت إليه التطوّرات، إضافةً إلى حجّة حزب الله بأنّ بعض الدول التي تعتبره حزباً إرهابياً قد تعيق مشاركة مُناصريه في هذه الإنتخابات".

ووفق ما يُشير شاهين "تتعدّد العوائق أمام إجراء هذه الإنتخابات منذ فترة بعدما قيل أنّ هناك مشكلة ماليّة تتعلّق بكيفيّة إستئجار مراكز الإنتخابات"، لافِتًا إلى أنّ"هذه الإنتخابات ستجري للمرّة الأولى في 59 دولة وهناك أكثر من 600 قلم اقتراع ستُوّزع على هذه الدول".

ويتابع، "وزاد "الطين بلّة" عندما قيل أن وزارة الخارجية لم تُوفر الكلفة المالية لهذه الإنتخابات وهو ما دفع ببعض المجموعات من المغتربين الذين لجأو إلى توفير مراكز بديلة من الفنادق، ففتحوا قاعات الكنائس والمساجد والأندية اللبنانية المُنتشرة في الكثير من دول العالم"، ويُضيف إلى ذلك "إشكاليّة دفع رواتب الدبلوماسيين في الخارج وسعي وزارة الخارجية إلى تقليصها لحدود 30% وهي رواتب تدفع بـ "الدولار الفريش"، وهو أمر يتعذّر على موازنة الدولة في هذه الظروف".

"وبمعزل عن كلّ هذه الأجواء لا تزال المخاطر تُحيط بالعملية الانتخابية في الخارج"، يتطرّق شاهين إلى "معضلة برزت مؤخرّاً ألا وهي كيفيّة توزيع العائلات على مراكز الاقتراع، مثلاً في سيدني بأستراليا حيث هناك 17 ألف لبناني سينتخبون فيها، إلاّ أنّ طريقة اللجوء إلى الرمز الالكتروني الذي إستخدم في عملية التسجيل، يُمكن وضعه في إطار "إتهام" وزارة الخارجية بنصب هذا الفخّ للمُغتربين، وبخاصّةٍ أنّ المُنتشرين في إستراليا هم بنسبة حوالي 85% من أنصار إنتفاضة 17 تشرين، وهم من الأحزاب التي "تُخاصم" أو تخوض الإنتخابات في مواجهة التيار الوطني الحر وحزب الله وحلفائهم".

ورأى أنّه ولهذه الأسباب فسرت تصرّفات "الخارجيّة" بما يُثير "الإلتباس" وتزرع "الشكوك" لمُجرَّد أنْ أعاد وزير الخارجية عبدالله أبو حبيب تكليف فريق عمل أدار إنتخابات 2018 بإشراف رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، وهذا أمر يستحقّ التوّقف عنده ويُمكن تحميله الأسباب المؤديّة إلى تعثّر إنتخاب أكبر نسبة من المُنتشرين في العالم".

ولدى سؤاله عن "خطوة القوّات اللبنانية بشأن طرح الثقة بوزير الخارجية عبدالله بو حبيب"، إعتبر شاهين أنّه "لن تكون لها نتيجة عملية، فالأكثرية النيابيّة ما زالت مع هذه الحكومة والوزير بو حبيب وإنْ وصل الموضوع إلى مرحلة طرح الثقة به فلن تتوّفر الأكثرية النيابيّة المؤديّة إلى إقالته".

وإستطرد شاهين ليقول: إلّا أنّ في بعض المُدن والعواصم لَن يكون هناك أي إشكال بشأنها، وها هي بعض اللوائح الإنتخابية بدأت تجول في مناطق كثافة الإنتشار"، مُشيرًا إلى أنّ مرشحي "الكتائب" سيكونون بعد ساعات في دبي، ونوّاب التيار الوطني الحرّ جالوا بين كندا وباريس، وهناك مرشحون مِن القوّات اللبنانية يجولون في بعض العواصم لتحضير ماكيناتها الإنتخابية والإستثمار في حجم مُشاركة المغتربين في الإنتخابات النيابية".

ويَخلص، " إلى أنّ وفق هذه المُعطيّات سيبقى الشّك قائماً حول كيفيّة إجراء الإنتخابات وما يُمكن أنْ تؤدّي إليه، ولا أعتقد أنّه لدى الحكومة ما يُنهي هذه الشكوك أو يُخفّف مِن أهميّتها".

وبناءً على ما تقدّم يُفضِّل الصحافي شاهين، "إنتظار المحطّات المُقبلة لنتلمس أكثر من أنّ الاجواء التحضيريّة قد أُنجزت لإجراء هذه الإنتخابات أمْ إننا سنصل إلى مرحلة إلغائها أو تعطيلها وهو أمر سيُفجِّر البلد".

ويَختم ليقول: "الجميع يعلم أنّ أيّ قرار بالتمديد تحت أي مُسمَّى كان، سيؤدّي إلى إستقالة نواب المستقبل فور صدوره وسيُلاقيهم نواب من الكتل النيابية الأخرى، عندها سندخل بعد 21 ايار مرحلة جديدة تُديرها حكومة مُستقيلة حكما، تصرف الأعمال في ظلّ مجلس "مُنحلّ" أو "يفتقر" إلى الشرعية لنصل إلى مقاربة الإستحقاق الرئاسي، ومن دون أن تتضح كيفيّة تعاطي رئيس الجمهورية مع هذه المعطيات الجديدة جميعها؟

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...