كتب محمد علوش في " الديار":
عندما يتحدث حزب الله عن مؤتمر تأسيسي، فهو يعني رغبته بتعديلات دستورية تُدخل مكتسبات الشيعة ضمن الدستور المكتوب، وعند الحديث عن هذه المكتسبات، تقول المصادر، بأن أساسها المقاومة، وهو ما يحتاج الى بحث مفصل، يتعلق بقوة لبنان ومنعته وضرورة المقاومة في ملفات أساسية كتحرير الأرض وحمايتها وحماية حقوق لبنان النفطية في البر والبحر، وتفاصيلها تتعلق بالسياسة، ومن هذه التفاصيل المشاركة الشيعية ضمن الحكومة على سبيل المثال، لأن الشيعة يعتبرون مشاركتهم هذه شبه رمزية.
ومن هنا كان تمسكهم خلال الفترة الماضية بالتوقيع الثالث في وزارة المال، والهدف لم يكن التوزير بقدر ما هو المشاركة بالحكم، وذلك بعدما شعر الشيعة بعد تسوية الدوحة تحديداً، أن الصراع الطائفي الذي كان مكبوتاً خلال الوجود السوري في لبنان، ومضبوطاً بوجود رفيق الحريري، خرج الى العلن.
في الوقت الذي يحاول فيه البعض طرح "المداورة" في الوزارات، بغية سحب وزارة المال من الطائفة الشيعية وعدم تثبيت هذه الأعراف، ويُريدون فرض التمسك بالمداورة على أي رئيس جمهورية مقبل، خرج سليمان فرنجية بشكل واضح ليؤكد أنه لم يُقدم ضمانات من هذا النوع للفرنسيين والسعوديين، فالرجل يُدرك أن المداورة بالوزارة قد لا تكون ممكنة في المستقبل، وأن الامر متروك لوقته ولهوية الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة، وبحسب المصادر يسعى "الثنائي الشيعي" لتثبيت هذا الحق من خلال تعديلات دستورية بحال كان الحكم في لبنان بحاجة الى تسويات دائمة، خاصة مع اعتباره أن المرحلة التي تمر بها المنطقة اليوم هي لصالحه.