إضراب "أوجيرو": "كل يوم بيومه"... لا تجاوب من المعنيين والتصعيد وارد


 كتبت ميليسّا دريان في "السياسة":

يعود موظفو "أوجيرو" الى التصعيد من جديد، حيث أعلنوا الإضراب التحذيري ليومين خلال هذا الأسبوع، اليوم الأول كان أمس في 6 حزيران واليوم الثاني سيكون غدًا في الثامن منه.

إضراب "أوجيرو" أتى بعد نفاذ السبل أمام الموظفين من أجل الحصول على مطالبهم، وبعد تخلّف الحكومة والمعنيين عن الوفاء بتعهداتهم سيّما بعد الإضراب الكبير الذي نُفّذ في شهر آذار الماضي، وهذا ما يُنذر بأعطال جديدة في السنترالات وتوقف الانترنت كليًّا وتهديد لبنان مجددًا بالعزلة عن العالم.

رئيسة نقابة موظفي "أوجيرو" إميلي نصر تعتبر أنّ "الموظفين يحاولون منذ فترة إعادة تقييم الرواتب بعدما خسرت من قيمتها ولم يعد باستطاعتهم تحمّل الضغط اليومي ودفع التكاليف من بنزين وأقساط مدرسية وغيرها..."

مشيرةً في حديث لـ "السياسة" الى أنّ "الأولوية في هذه المرحلة هي إعادة تقييم الرواتب لأنه حتى الآن لا تجاوب".

شارحة: "استمرت المماطلة في موضوع الرواتب الى أن صدرت المراسيم في مجلس الوزراء والتي كانت من الممكن أن ترد جزءًا بسيطًا من ما نطلبه، إلا أنه بعد إصدار المراسيم بـ 5 أو 6 أسابيع أُعيدت وحُوّلت الى المجلس النيابي تحت حجة أن لا اعتمادات لصرفها، ودخلنا في مشكلة التشريع في مجلس النواب على اعتبار أنه هيئة ناخبة وليس هيئة تشريعية وسط الفراغ الرئاسي".

سائلة: "لماذا صدرت المراسيم في حال لا يمكن دفعها؟ ولماذا صدرت القرارات في حال لا يمكن تنفيذها؟"

"من هنا كان القرار بالعودة الى الإضراب التحذيري بشكل لا يضرّ المواطنين"، كما تقول نصر، لافتة الى أنّ "قدرة الموظفين على التحّمل بدأت تنفذ ولا يمكن الاستمرار بهذا الوضع فضلًا عن أن لا تجاوب من قبل المعنيين"، مضيفة: "كأننا نطلب المستحيل".

وتقول نصر: "الموظفون يدفعون التكاليف يوميًا من جيوبهم ليصلوا الى العمل، لأن الرواتب لا تكفي وطالبنا بإعادة تقييمها لتعود الى ثلث المستوى الذي كانت عليه".

ماذا عن السنترالات؟

الإضراب يعني التوقف الكامل عن العمل، وإضراب "أوجيرو" يعني توقفًا كاملًا للسنترالات وتوقف الانترنت تدريجيًا، وهنا تشير نصر الى أنه "مع وجود الكهرباء لا تتوقف السنترالات، انما مع انقطاع الكهرباء ونفاذ المازوت، فالموظفون لن يعملوا في أيام الإضراب ولا صيانة للأعطال".

نسأل نصر: هل من الممكن أن نشهد إضرابًا طويلًا كما حصل في شهر آذار؟ 

لا نعلم، تجيب نصر بصراحة قائلة: "كل يوم بيومه. نحن موظفون ولا نملك المقومات اللازمة للاستمرار، مع العلم أننا نخاف على المواطنين أكثر من خوفنا على أنفسنا ونحاول تفادي الأضرار، إنما الوضع لا يُحتمل فأي غلاء يحصل نحن نتكبّده كأي مواطن عادي مع رواتب قليلة جدًا".

معتبرة أنّ لا حل جذريًا للموضوع في ظلّ عدم تجاوب المعنيين حتى الساعة".

يشار الى أنه مع الاضراب، همٌّ جديد سيرافق اللبنانيين، حيث أعلن وزير الاتصالات جوني القرم منذ أيام أن هناك اتجاهًا لرفع أسعار خدمة الانترنت التي تقدمها شركة "أوجيرو" وأن القرار يتم تحضيره في الوزارة، مشيرًا الى أن الاقتراح سيقضي برفع الاسعار نحو 7 مرت عما هي عليه الآن.

وكانت أسعار الانترنت قد تضاعفت في تموز الماضي مرتين ونصف.

وعليه، بعدما كان انترنت "أوجيرو" متنفس المواطنين وسط الغلاء الفاحش سيكون رفع الأسعار همًا جديدًا يرافقهم يوميًّا، خاصة بعد ارتفاع أسعار الانترنت عبر الهواتف الخلوية.

وسيكون المواطن أمام انقطاع جديد للانترنت إن كان بسبب الأسعار الخيالية أو بسبب الإضراب، فإلى متى سيتحمّل؟ وإلى متى سيتعايش مع هذا الوضع الصعب في بلد لا يؤمّن له أبسط حقوقه؟

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...