حركة بلا بركة.. والرئاسة "من بعيد لبعيد"!


 عنوان واحد عريض هو "انتخابات الرئاسة في لبنان" لزيارة الموفد الفرنسي جان ايف لو دريان الذي يصل الى بيروت اليوم في زيارة بالغة الأهمية من حيث التوقيت، أي بعد جلسة 14 حزيران وفي ضوء قمّة الإليزيه التي جمعت الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وحضرها لو دريان مستمعا الى كل المداولات.

لا نكشف سرّا بالقول ان الزيارة لا تتعدّى أهدافها التبلّغ والتبليغ، وتبعا للمعلومات ان الموفد الرئاسي الفرنسي لا يحمل اسماً يسوّقه لرئاسة الجمهورية بل يحمل رسالة حثّ للقوى السياسية المختلفة التي سيلتقيها تباعا على مدى الأيام الثلاثة التي يمضيها في لبنان، تؤكد على ضرورة تحمّل القيادات السياسية مسؤولياتها الوطنية والذهاب الى حوار يؤدي في نهاية المطاف الى التوافق على اسم الرئيس الذي سيقود المرحلة المقبلة بعيدا من منطق الاستفزاز والمواجهة والتحدّي، وسيؤكد لودريان موقف فرنسا الداعم لأي توافق داخلي يتم التوصل اليه وانفتاحها على الخيارات التي تطرحها القوى اللبنانية.وترجح أوساط مطلعة على جدول وأهداف الزيارة، ان لودريان يأتي لجسّ النبض لا أكثر فهو لن يستطلع رؤى القوى السياسية إنما هو على دراية تامّة بموقف كل طرف وفريق، لكنه سيقوم بإبلاغ الجميع بفحوى اللقاءات الخارجية وتحديدا الرسالة الحازمة بضرورة التوافق سريعا اليوم قبل الغد، تناغماً مع ما ورد في البيان الذي صدر عن قمّة الإليزيه.وعُلم ان جدول زيارة الموفد الفرنسي يشمل الى اللقاءات السياسية محطة في بكركي للقاء سيد الصرح ووضعه في آخر الأجواء والوقوف عند رأيه في الملف الرئاسي، وان مداولات لودريان مع ثنائي أمل - حزب الله كما رئيس التيار الوطني الحر سيكون لها وزنٌ في بلورة أي تسوية أو مخرج يوضع على الطاولة.

وإذ يستبعد مراقبون ان تكون الزيارة الفرنسية حاسمة لجهة انتخاب رئيس للجمهورية في المدى القريب، يبدون خشية من أن تتكرّر تجربة غداء قصر الصنوبر الذي أقامه الرئيس ايمانويل ماكرون صيف 2020 للقيادات اللبنانية عندما تنصّلوا لاحقا من كل التعهدات، وأصرّوا على استكمال فرط عقد الدولة حتى وصلنا الى قعر المستنقع الذي غرق به البلد.

يوم الجمعة يكون تقرير الموفد الفرنسي جاهزا لرفعه الى الرئيس ماكرون ووزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا حول فحوى اللقاءات التي أجراها عن قرب مع القيادات السياسية اللبنانية.ومن المتوقع أن يزور لبنان الأسبوع المقبل وفد قطري في زيارة استطلاعية بامتياز، تندرج في إطار العمل على إعداد تسوية متكاملة ترضي جميع الأفرقاء اللبنانيين، من دون أن يعني ذلك أن الحل بات وشيكاً.

وكان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل قد زار قطر وسط تكتّم شديد على مضمونها ونتائجها، سوى ما أعلنه باسيل نفسه عن ان الموقف القطري يقتصر على الحثّ على الإسراع في انتخاب رئيس لبناني يكون نتاج توافق داخلي.في الموازاة أيضا، يُنتظر ان تكون للسفير السعودي وليد البخاري جولة جديدة على الأفرقاء تنطلق بعد مغادرة الموفد الفرنسي بغية استطلاع الأجواء وتجديد الموقف السعودي الداعم للتوافق على اسم الرئيس المقبل للدولة.

وتحدثت معلومات عن ان فرنسا تبلغت من الجانب السعودي ان وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان استمع في خلال زيارته طهران، الى المواصفات المطلوبة لرئيس جمهورية لبنان.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...