معايير شمولية مقلقة تواجه الاستحقاق الرئاسي

 

كتب ناصر زيدان في الأنباء الكويتية:

معايشة الوقائع في بيروت والمناطق، ومواكبة بعض التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان، تحمل مؤشرات انقسام خطرة، قد تزيد على ما كان عليه الوضع بعد جريمة 14 فبراير 2005، عندما انقسم البلد عموديا بين قوى 8 و14 آذار وتمدد الانقسام الى كل زوايا الحياة العامة. 

وما يضاعف من القلق، حالة التخوف التي تعيشها شرائح واسعة من المواطنين من جراء مشاهدة بعض المظاهر الأمنية الغريبة التي تنفذها مجموعات - مجهولة ومعلومة - مع بداية صيف سياحي واعد بحركة نشطة ينتظرها الاقتصاد اللبناني المتهالك لتعويض بعض خسائره.

وقد تفاقم التوتر والانقسام، بعد الإعلان عن الاصطفافات التي سيدخل بموجبها النواب الى جلسة 14 يونيو لانتخاب رئيس جديد للجمهورية ينهي الفراغ في الموقع الذي بدأ منذ ما يقارب 8 أشهر. وبينما ظهر الثنائي الشيعي أنه يتحصن وراء قوة نيابية وميثاقية تؤيد ترشيح النائب السابق سليمان فرنجية، ولا يستهان بها، فإن القوى المعارضة والسيادية ضاعفت من حضورها العددي والسياسي، من جراء تأييد اللقاء الديموقراطي النيابي برئاسة تيمور جنبلاط لمرشحها المستقل الوزير السابق جهاد أزعور.

بعض أعلام قوى الممانعة يساعد المعارضة على التحشيد الشعبي والنيابي من دون أن يقصد، من خلال التهديدات والتحذيرات التي يطلقها ضد معارضيه، ويستخدم فيها مفردات غير مألوفة، وهو ما يستفز المشاعر العامة، لأن بعض التعليقات توحي بأن من يعارض مرشح قوى الممانعة مرتبط «بالعدو الإسرائيلي» ويتآمر على «المقاومة» بينما غالبية القوى المعارضة لاسيما المسيحية منها، لا تعترف بالمقاومة، وتعتبرها حالة استقواء داخلية مسلحة، لا تقل خطورتها على مستقبل البلاد عن الخطر الإسرائيلي، او أنها تتقاسم الأدوار مع هذا العدو لتغيير وجه لبنان، وتدمير مستقبله المنافس الواعد من دون أن تدري (ودائما حسب أقوال هؤلاء المعارضين).

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...