لبنان في قلب الإليزيه: المصلحة لا يؤمّنها حزب الله حصرا!


 خطفت باريس أمس الضوء اللبناني غداة جلسة ١٤ حزيران التي انتجت ترسيما جديدا للحدود الرئاسية وبعثرت أوراقا وجمعت أخرى كانت متفرقة.

ولا يخفى انتظار مآل الاجتماع الذي جمع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بوليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وحلّ لبنان بندا رئيسا فيه.وكان لافتا استباق الاجتماع بتشويش محلي مقصود على المستشار في الديوان الأميري نزار العلولا المعروف موقفه الرافض للصفقة الفرنسية القائمة على ثنائية سليمان فرنجية ونواف سلام.وسبق للمستشار الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل في إحدى زياراته الى الرياض أن حاول تطويق دور العلولا، بأن أثار ما سمّاه سلبيته، لكن لم ينل ما كان يأمل.

وتداول مقربون من الثنائي الشيعي استبعاد العلولا عن الملف اللبناني، وهو ما سارعت أوساط قريبة من الرياض الى نفيه والتأكيد أن استهداف الرجل إنما هو يعكس غضب الثنائي من دوره وصلابة موقفه القائم أساسا على تحييد الانتخابات الرئاسية عن أي تدخل خارجي ذات غرض خاص أو صفقاتيّ لا يخدم لبنان، ولا يضعه على سكة الإصلاح والتعافي.كما تُنتظر حصيلة الاجتماع الذي جمع وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا بالمبعوث الرئاسي جان إيڤ لودريان الذي يُتوقّع أن يزور بيروت الأسبوع المقبل في مهمته الرسمية الجديدة. 

ومن المتوقّع أن تأتي الزيارة استطلاعية يستمع فيها الى محدّثيه الذين سيعرض معارضو التسوية الفرنسية منهم المآخذ عليها، وبأنها حملت في جيناتها منذ الولادة عامل التفجير الذاتي.وثمّة من همس لمسؤولين فرنسيين ما مفاده أن مقاربة البزنس التي اعتمدتها الإدارة الرئاسية، وفيها تسليم مطلق لمشيئة حزب الله في مقابل أثمان في الغاز والنفط والمطار ومرفأيّ بيروت وطرابلس وغيرها من البنى التحتية، لن تستقيم وليست حكرا على حزب الله وحده، فضلا عن أنه ليس مُقرّرا وحيدا في هذه المسائل بدليل النكسة التي تعرّض لها وزير الأشغال العامة علي حمية في تلزيم المبنى الجديد في المطار، وكذلك فشل تلزيم وزير الاتصالات جوني القرم البريد الى شركة مرتبطة بالناقل البحري العالمي CMA CGM، وهو أحد الأذرع الناعمة للديبلوماسية الفرنسية، جنبا الى جنب مع شركة توتال إنرجيز التي هي الأخرى تتحضّر إلى دور استراتيجي ومؤثر في الواقع اللبناني.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...