لودريان حرّك المياه لكن الفراغ باقٍ


 حرّكت زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان المياه الرئاسية، لا سيما في ضوء الانطباع العام الذي خرج به من التقاه أو زاره من القيادات السياسية القائم على أن الاستدارة الفرنسية مستمرة خارج أي إطار جامد سبق أن حكم المبادرة - التسوية.

وبات واضحا أن الزيارة كانت بهدف الاستطلاع والاستماع، على الأرجح تمهيدا للزيارة الثانية المرتقبة في غضون شهر، والتي قيل انه سيحمل فيها أفكارا جديدة بعد انهاء التشاور مع وزارة الخارجية الفرنسية وفي ضوء ما سيحصل عليه من توجيهات من الرئاسة الفرنسية التي تعوّل على أن يحقق لودريان اختراقا لم ينجح المستشار الرئاسي باتريك دوريل في تحقيقه على امتداد نصف سنة.

وكان لافتا تصدي رئيس مجلس النواب نبيه بري لما تقاطع عليه التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية لجهة أن زيارة الموفد الفرنسي فتحت صفحة جديدة، فأكد انه "غير صحيح أن لودريان طوى صفحة المبادرة وغير صحيح أنه تخطى سليمان فرنجية"، لكنه استعان على تأكيده هذا بانطباع حصّله من الالتفاتة التي قال ان لودريان خصّ بها فرنجية وهي دعوته الى الغداء.وتبيّن أن الموفد الرئاسي بنى على النتيجة التي خلصت إليها الجلسة الانتخابية الأخيرة في ١٤ حزيران، وعلى الفارق في الأصوات بين فرنجية والوزير السابق جهاد أزعور. من هنا تُفهم الحدية التي تعاطى معها كل الأفرقاء لتسجيل موقف عددي. كما يُفهم الغضب الذي اتّسم به موقف الثنائي الشيعي نتيجة تأخر فرنجية عن منافسه.

لكن كل ذلك لا ينفي أن الاستعصاء الرئاسي لا يزال على حاله وربما يمتدّ اشهرا عدة، نتيجة غياب أي حوار جدي وانتفاء الرغبة في هكذا حوار طالما الثنائي على إقفاله على رئيس تيار المردة، وأن يكون الحوار حصرا على فرنجية، ورفضه أي صيغة غير مشروطة.وفي حين استشعر بري أن الولايات المتحدة الأميركية  "تفضّل قائد الجيش (العماد جوزف عون)، أما السعودية فلا تزال على موقفها بعدم وضع فيتو على أي اسم"، تُنتظر زيارة الوفد القطري الأمني - الديبلوماسي في مهمة رئاسية جديدة.

ولا يُخفى أن الدوحة لا تزال تسوّق لخيار قائد الجيش، الذي يلقى معارضة من التيار الوطني الحر والثنائي الشيعي.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...