ما يريده "الشيعة" ليس محصوراً بـ فرنجية


 خرج الوزير السابق جهاد أزعور من السباق الرئاسي وبات نسخةً مشابهة لسلفه النائب ميشال معوض. وعدا عن أن بعض النواب لن يعيدوا كرة التصويت لأزعور في الجلسات المقبلة، يستحيل وصول المرشّح المذكور للرئاسة، كونه يفتقد للميثاقية التي ينصّ عليها الدستور في مقدمته.

بعكس أزعور وغيره من المرشحين كصلاح حنين وزياد بارود وعصام خليفة، فإن رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، هو المرشّح الوحيد الذي لم تسقط ورقته بعد، وذلك لأنه مؤيد من كتلة نيابية وازنة تقارب الـ 50 صوتاً من بينهم الثنائي الشيعي "حزب الله" وحركة "أمل".لكن هذا لا يعني أن حظوظ فرنجية لا تتراجع تدريجياً، وهو بدأ يفقد أحد أهم ركائز ترشيحه، أي الدعم الفرنسي الذي بدأ يتهاوى وهذا ما تجلّى في زيارة المبعوث الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان لكن سقوط فرنجية رسمياً يرتبط مباشرة بتخلّي الثنائي الشيعي عنه، وهذا ما لم يحصل بعد.

ليس تفصيلًا بسيطاً أن يكون 77 نائباً ضد ترشيح فرنجية للرئاسة. هذا الرقم لا يمكن غضّ النظر عنه وتجاهله، بل يعكس الحالة الصعبة التي يمرّ بها مرشّح بنشعي. والرئيس نبيه برّي ومن خلفه "حزب الله" يدركون أن وصول فرنجية إلى قصر بعبدا بات شبه مستحيل ودونه عدة عقبات من الصعب تذليلها، لذلك بدأ برّي جدياً التفكير في ما بعد ترشيح فرنجية أو بالـ plan B إذا صحّ التعبير.

الأمر المفاجئ، هو إصرار الحزب على ترشيح فرنجية على اعتبار أنه المرشّح الذي لا يطعن ظهر المقاومة. فهل يجوز للثنائي الشيعي وما يمثله على المستوى الوطني والإسلامي أن يكون فرنجية هو الماروني الوحيد في لبنان الذي لا يطعن بالمقاومة!

إذا صحّ هذا الأمر كما يشاع من قبل "حزب الله"، فهذا يعني أن الحزب الذي يُعتبر رأس حربة المقاومة في لبنان مرفوض من قبل جميع الموارنة، وأن أي مرشّح غير فرنجية سيصل إلى الرئاسة، سيطعن بها، وهذا مجافٍ للحقيقة والواقع، لأن عدم الطعن بالمقاومة ليس محصوراً بفرنجية، بل إن كثيرين من الموارنة يؤيدون هذا الخط وحريصون عليه.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...