"الضمان" بلا كهرباء ولا حبر ولا ورق... ازدحام خانق وطوابير لا تنتهي


 جاء في "نداء الوطن":

لم تكتمل فرحة مئات المضمونين بفتح مراكز الضمان لأبوابها أمس، بعد فك الاضراب، كي يتمكنوا من انجاز معاملاتهم، ليصطدموا بعائق آخر هو عدم توفر التيار الكهربائي والقرطاسية والاوراق اللازمة والمحابر والاقلام في معظم مراكز الضمان، مما جعلهم فريسة صفوف طويلة من الانتظار والازدحام الخانق بعدما امتلأت مراكز الضمان ومنذ الصباح الباكر بمئات المراجعين.

هذه المعاناة كانت مشتركة في معظم مراكز الضمان، وأحد الشواهد على حالة الانهيار التي تعيشها مؤسسات الدولة. ويروي حكمت ش. (مندوب لأحد المؤسسات الخاصة) لـ»نداء الوطن» أنه «حضر الى مركز ضمان بيروت باكراً وحاول انجاز معاملة «التسوية السنوية» لمؤسسته وهو غالباً ما يحصل عليها في بداية العام، الا أنه لم يتمكن من ذلك بالرغم من أننا بتنا في الشهر السادس، و الاسباب متعددة في كل مرة كعدم وجود اوراق للطباعة أو كهرباء أو حبر لطباعة هذه التسويات».يضيف: «مئات المواطنين زاروا اليوم مركز الضمان، وكانوا فريسة الانتظار بسبب عدم وجود الكهرباء ولا يتم الاستعانة باشتراكات المولدات الخاصة بل يتكل الموظفون على كهرباء الدولة فقط لانجاز عملهم، علماً ان قلة عددهم في المراكز يزيد من تراكم المعاملات ويزيد من معاناة المضمونين».

في بقية مراكز الضمان الاوضاع ليست أفضل بل أسوأ، ولا سيما في مركز طريق المطار الذي من المفروض أنه يتولى تسيير معاملات آلاف المضمونين، الا أن مشهد مئات المضمونين المنتظرين في أروقة المركز بانتظار «كهرباء الدولة» لانجاز معاملاتهم عبر طباعتها (على البرينتر) يبعث على الاختناق. ناهيك عن شكوى الموظفين من عدم وجود أبسط الادوات لتسيير المعاملات مثل الاوراق والاقلام والمياه للشرب. أما حبر الطابعات فهي «قصة أخرى» على حد تعبير أحد الموظفين لـ»نداء الوطن» لأنه حين ينفد لا نعرف متى سنحصل على بديل لتسيير أمور الناس.

لا اعتمادات

يفسّر مصدر مطلع لـ»نداء الوطن» أسباب هذه الحالة المزرية التي تعيشها مراكز الضمان الى عدم توفر الاعتمادات اللازمة لدفع بدل الاشتراك للمولدات الخاصة، كما أن بعض مراكز الضمان مهددة بالاقفال بسبب شكوى مقدمة من أصحاب هذه المراكز على الدولة اللبنانية لاخلائها بسبب عدم دفع بدلات الايجار السنوية. يضيف: «اليوم (امس) الخميس لم تعمل أكبر مراكز الضمان أي بيروت وبئر وحسن وطريق المطار بسبب عدم توفر المازوت لتشغيل المولدات ولا أدوات قرطاسية، والمضمونون أتوا لدفع اشتراكاتهم وتخليص معاملاتهم منذ الصباح الباكر الا أنهم انتظروا في الشارع. أما في المناطق، فمراكز الضمان فتحت ابوابها للمواطنين بحسب قدرتها على تأمين الكهرباء والادوات التشغيلية الاخرى».

على ضفة الادارة العامة للضمان يوضح عضو مجلس الادارة جورج العلم لـ»نداء الوطن» أن «سبب غياب الكهرباء والادوات التشغيلية في مراكز الضمان ليس سببه النقص في الاموال، بل لأن جزءاً من أعضاء مجلس الادارة يصرون على تطبيق قانون الشراء العام لتأمين هذه الاحتياجات التشغيلية، وسيتمّ البت في هذا الموضوع في جلسة الاثنين المقبل، بالاضافة الى موضوع رواتب المستخدمين».على صعيد آخر،عقد المدير العام للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي محمد كركي مؤتمراً صحافياً صباح أمس، وأعلن زيادة التعرفات الدوائية والطبية والاستشفائية. بداية، أفصح كركي عن نية الصندوق التركيز على فرع المرض والأمومة الى جانب فرعي التعويضات العائلية وتعويض نهاية الخدمة اللذين سبق وعمل على تحضير مشاريع من شأنها أن تحسن من تقديماتهما، لكن تنفيذها ينتظر إقرارها من قبل الجهات المعنية: مرسوم لزيادة التعويضات العائلية 3 أضعاف (في مجلس الوزراء) ونظام استبدال تعويض نهاية الخدمة بمعاش تقاعدي مدى الحياة لمن يرغب (في مجلس الإدارة)».

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...