هل أسقط "التقاطع" على أزعور وحدة تكتل لبنان القوي؟


 رغم زحمة التصريحات التي أعقبت جلسة الاربعاء الرئاسية، ظل تكتل لبنان القوي بعيدا عن المنصات الاعلامية واكتفى رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بتغريدة أوصل فيها رسالته الى الثنائي وتحديدا حزب الله بالقول ان كل عناد سيقابله عناد آخر، ولا حل الا بالتوافق.

تأتي تغريدة باسيل بالتزامن مع شكوك واتهامات سيقت لنواب في تكتل لبنان القوي برفضهم التصويت للمرشح جهاد أزعور وغردوا خارج سرب القيادة الحزبية وتمني الرئيس ميشال عون عليهم بالتزام قرار التيار. واذا كان الفارق بين فرنجية وأزعور ثمانية أصوات لصالح الاخير، فإن ما حصل وتحديدا داخل تكتل لبنان القوي أكبر من حجم أصوات وهو برأي باسيل في حال ثبت أن هناك من تمرد خارج السرب العوني، "طعنة في الظهر" سيدفع بالقيادة الى اتخاذ الاجراءات المناسبة بحق المتمرد على القرار.

أزمة باسيل مع بعض النواب في تكتله لا تقتصر على ترشيح أزعور، فهو واحد من الخيارات التي يتم بحثها في الاجتماعات الحزبية، فالاعتراض النيابي يتمدد ليشمل اكثر من ملف يعتقد نواب التيار أن التفرد بمناقشته أو اتخاذ الخيارات المناسبة لحله يجب أن يكون جماعيا وأن يؤخذ برأي النواب الذين يجيدون أنفسهم بعيدين عن مركز القرار وسلطتهم تقف عند حدود ابداء الرأي لا أكثر، وما يثير ريبة هؤلاء النواب تعمد بعض من في القيادة باشغالهم في معارك جانبية على مستوى الهيئات في المناطق أو خلق منافسة فيما بينهم في المنطقة الواحدة لكبح جماح هذا النائب أو ذاك.يُدرك باسيل أن داخل التكتل هناك من يطمح الى العبور نحو تكتل آخر قد ينشأ مع الرئيس الجديد للجمهورية والذي قد يكون خارج الاسمين المتداولين، وهو ما يخشاه نائب البترون. فأعضاء تكتل لبنان القوي الرافضين لكل ما يجري على المستوى الحزبي لن يتمردوا في الوقت الضائع كما فعل زملاؤهم قبل الانتخابات، بل سيدرسون خطوتهم بدقة قبل اعلان الانفصال. 

وقد يكون الاستحقاق الرئاسي منفذهم الوحيد لاعلان الخطوة عندما يُنتخب رئيس للبلاد قادر على جمع تكتل كبير الى جانبه ويملك الرؤية التي يريدها النواب المعترضين على باسيل، والعين في هذا الاطار على قائد الجيش العماد جوزاف عون والذي يخشاه باسيل لأنه يملك قدرة جذب النواب من داخل تكتله اضافة الى معترضين كثر على أداء الرجل وهم من المدرسة العونية القديمة كما يصفونها.ورغم كل ذلك يرفض التيار اتهام نوابه بالتصويت لصالح فرنجية، بل تتهم أوساطه نواب اللقاء الديمقراطي بتقسيم أصواتهم بين أزعور وفرنجية بطلب من النائب السابق وليد جنبلاط الذي ظل على تواصل مع الرئيس نبيه بري ووعده برفع عداد التصويت لصالح فرنجية. وتشير الاوساط الى أنه في حال خرج نائب أو اثنان عن رأي رئيس التيار بعدم التصويت لأزعور قد يلجأن الى مرشح بعيد عن فرنجية وخارج هذه الاصطفافات. ورغم ذلك تؤكد أوساط التيار أن القيادة تدرس كل تفاصيل الجلسة الانتخابية لتحدد ما اذا كان هناك خرق داخل تكتل لبنان القوي لصالح فرنجية ليُبنى على الشيء مقتضاه.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...