مهمّة لودريان تبدأ من هنا... ما دور البخاري؟!

 

يحط المبعوث الفرنسي ووزير الخارجية السابق جان ايف لودريان في لبنان، يوم غد الأربعاء في بيروت، ليفتتح مع وصوله باكورة اتصالات، يتّفق الجميع على أنها مسعى جديد للحوار بين الأطراف في محاولة للوصول إلى مرشّح توافقي لرئاسة الجمهورية.

إلا أن لودريان الذي كلّف بالمساعدة في إيجاد حل "توافقي وفعّال" للأزمة اللبنانية، بحسب الفرنسيين، كان مسؤولا عن تنفيذ عدد من مبادرات ماكرون المتعلقة بلبنان.


ولعل تعيينه موفداً جديداً، بغض النظر عن قربه من الرئيس ماكرون وحنكته السياسية وفهمه للجو اللبناني بتعقيداته، قد يؤشّر إلى تغيير المبادرة الفرنسية بصورة جوهرية والتي كانت قائمة على اختيار الوزير السابق سليمان فرنجية لرئاسة البلاد وتمام سلام لرئاسة الحكومة.

ولكن قبل جوجلة دقيقة للآراء، لا سيّما بعد جلسة 14 حزيران، لا يمكن الحديث عن مبادرة فرنسية جديدة قد يحملها لودريان، خصوصا أن الثنائي الوطني لا يزال متمترسا ضمن الخطة "أ" ولا يزال متمسكاً بفرنجية، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى يعتبر الفريق المسيحي أن مبادرة فرنسا لم تكن ضامنة لحقوق المسيحيين، ولعلها المرّة الأولى التي لا يتّفق فيها الخيار الفرنسي مع الرغبة المسيحية.

وبعيداً عن موقف الأفرقاء اللبنانيين يبقى نجاح الموفد الفرنسي، متوقّفاً على الطرح الذي يحمله، ففي حال قدم طرحاً لا يتقاطع عند الفريقين الأساسيين، فسيكون مصيره شبيهاً بمصير الطرح القديم.

وإذ يؤكد قصر الإليزيه منذ أشهر أن ليس لديه مرشحاً لخلافة ميشال عون، إلا أن المعلومات الأولية القادمة من العاصمة الفرنسية عن لقاء بن سلمان - ماكرون تتحدث عن ثلاث ثوابت طغت على نقاش الرجلين:

أولا، لم يتطرّق الرجلان بشكل تفصيلي إلى الملف اللبناني وغلبت على مناقشاتهما العلاقات الثنائية وخاصة مشاركة الشركات الفرنسية في خطة 2030.

ثانيا، تم إعطاء حيّزٍ مهم من النقاش للدور الفرنسي المهم في دفع الإتحاد الأوروبي إلى تغيير وجهة نظره بشأن سوريا التي توليها السعودية اهتماما كبيراً على خلاف الموقفين الأميركي والأوروبي في الرغبة في استمرار العقوبات عليها وعدم الرضا الأميركي بفتح الباب أمام سوريا للعودة إلى العالم العربي.

ثالثا، الحاجة إلى الإسراع بانهاء الفراغ الرئاسي في لبنان عبر الحوار والتوافق من دون غلبة لفريق على آخر وسوف تقوم السعودية بدعم مساعي الموفد الفرنسي لودريان والعمل بشكل تفصيلي معه عبر السفير السعودي في بيروت وليد البخاري للخروج من الأزمة الراهنة.

وكان البرلمان اللبناني قد فشل على مدى 12 جلسة في انتخاب رئيس جديد للجمهورية خلفاً للرئيس السابق ميشال عون الذي انتهت ولايته نهاية تشرين الاول.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...