هل انتقل بيت الوسط الى اليرزة؟

 

بات نشاط السفير السعودي في لبنان وليد البُخاري كأي نشاط رسمي يوزع على الاعلام لتغطيته بشكل شبه يومي، وهذا النهج بدأ مع البُخاري بعد عودته الاخيرة من السعودية والتي تزامنت مع توقيع اتفاق التفاهم بين المملكة وايران، وما لهذا التفاهم من أبعاد على الساحتين السُنية والشيعية.

في لبنان ترك غياب رئيس تيار المستقبل سعد الحريري فراغاً كبيراً داخل بيئته التي تملّكها أكثر من مرجعية، وساهمت الانشغالات السعودية في حرب اليمن والصراع مع ايران بتمدّد نفوذ حزب الله داخل تلك البيئة كذلك أُصيب الشارع السني بشظايا الحرب السورية التي رفدت اليه مئات الالاف من السوريين الهاربين من النظام وحروب الآخرين على أرضهم. يُسيطر الاحباط واليأس على الشارع السُني، وسط عجز سعودي واضح بإيجاد بديل للحريري يتمكن من بسط نفوذه داخل هذا الشارع، ووجدت الرياض أن المرجعية الشيعية والتي يتقاسمها الثنائي حزب الله - حركة أمل وضعت يدها على لبنان مستغلة غياب المرجعية السنية القادرة على الوقوف بوجهها.بعد سنوات من التخبط والاهمال، وبفعل التفاهم الايراني السعودي، يبدو أن رياح المملكة مالت صوب لبنان وتحديدا نحو الشارع السُني المتعطش لمرجعية ترث ما بناه الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي سقط مشروعه عند استشهاده في العام 2005، وهو تاريخ اعلان انتهاء وحدة الصف السُني لاسيما وأن الرئيس سعد الحريري راهن على أهداف متنقلة دفعته الى عقد تفاهمات وتسويات جاءت على حساب رصيده السياسي والشعبي.

اليوم ترى أوساط سُنية مطلعة على حراك السفير البُخاري، أن بيت الوسط وما يحمله من بعد سياسي ومشروع سُني معتدل انتقل الى اليرزة حيث يُدير السفير وليد البُخاري التسويات الداخلية على قاعدة أنه المرجعية السُنية في البلاد من دون المرور بوسيط فرعي. ويسعى البُخاري الى لمّْ شمل المرجعيات السُنية وهو يدير فريق عمل مطلع على كل التفاصيل المناطقية تمهيدا لدخول المملكة عبر مشاريع تنموية لا اغاثية من عكار الى الجنوب، وحصر التواصل بمرجعيات دينية وثقافية لتلبية حاجات المناطق السُنية التي تعاني من ارتدادات الازمة.لن يبقى الدعم السعودي وفق مقربين من المملكة في اطار الاعمال الاغاثية بل سيكون هناك ورشة عمل متكاملة تنموية، بالتزامن مع حركة سياسية يقوم بها السفير السعودي مع أقطاب أساسية في البلاد، ومنها حزب الله حيث هناك توجه في المرحلة المقبلة بعد ترسيخ التفاهم الايراني السعودي نحو فتح باب الحوار مع الحزب، ولكن خلافاً لما كان رائجا أيام الرئيس سعد الحريري، حيث سيكون التعامل على قاعدة الند بالند ولا تنازلات أو تقديمات يمكن أن توفرها السعودية عبر سفيرها في لبنان وتكون على حساب الشارع السُني. ويشير هؤلاء الى أن الزيارات نحو السفارة السعودية في اليرزة ستتوالى تبعاً لتطورات المشهد الداخلي اللبناني، اذ ترفض السعودية التسليم بتعدد المرجعيات السُنية في البلاد في مقابل وحدة الموقف الشيعي، وعلى العكس فقد ظهرت في الاسابيع الاخيرة قوة المملكة التي تنتظر القوى السياسية اللبنانية موقفها ليُبنى عليه، وبالتالي فإن التسوية السياسية المقبلة لن تمر على حساب الشارع السُني الذي يدير البُخاري المفاوضات نيابة عنه.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...