بعد التوقف لفترة طويلة... هل نعود إلى زمن القطار؟

 

جاء في "الاخبار":

لم يكن اختيار مناسبة عيد العمّال، للانطلاق في رحلة استكشافية لمحطات القطار على طول خطّ بيروت- دمشق، عبثاً إنما لفتة صغيرة لأوّل عمل نقابي عرفه لبنان وهي نقابة عمّال السكك الحديد. النشاط الذي نظّمته جمعية «تران تران» بالتعاون مع جمعية «حقوق الركاب»، كان بمثابة تأشيرة عودة إلى زمن القطار ولو من باب الذكرى، وفرصة للتذكير بأهمية النقل المشترك

في بلدٍ تعطّلت محرّكاته الاقتصادية والسياسية بأغلبها، لا يزال هدير الذاكرة يصدح في أرجائه ممجّداً حقبة تاريخية باهرة. فالانزلاق الحرّ في أتون الأزمات والمآزق لم يفرمل بعدُ تعطّش اللبنانيين إلى الزمن الجميل، إلى زمنٍ عايش فيه لبنان أهم محطات القطار في المنطقة. ورغم أنّ قطار الحداثة قد فات اللبنانيين فعلاً، إلّا أنّ المبادرات الاستكشافية التاريخية مستمرة في تحصين الذاكرة، ومنها مبادرة «مشوار ع السكة» التي شكّلت دليلاً ثقافياً تاريخياً يعكس مكانة بعض محطات القطار في لبنان ورمزيتها. المبادرة التي أطلقتها جمعية «تران تران» بالتعاون مع جمعية «حقوق الركاب»، أتاحت للمشاركين تمضية نهار كامل في استكشاف معالم أمست اليوم تاريخية أثرية.

«ع هدير البوسطة»، انطلق المشاركون من مار مخايل برحلةٍ استكشافية لخط بيروت- دمشق، مارّين بمحطات السكك الأهم الموزّعة على طول هذا الخط بشقّه اللبناني. على شكل قاطراتٍ متّصلة يحمل كلّ منها اسم أحد القطارات، سارت سبعة باصاتٍ للنقل المشترك طيلة الرحلة بالسرعة والوتيرة نفسيهما تجسيداً لفكرة القطار. أمّا عن أهداف «المشوار»، فهي لا تتلخّص بزيارة معالم تاريخية للسكة فحسب، إنما حملت في طيّاتها أهدافاً متعدّدة أهمها التشجيع على استخدام وسائل النقل المشترك والنقل البيئي السليم. اثنتا عشرة ساعةً قضاها المشاركون بين محطات السكك الحديد وأنفاقها، جمعت أبعاداً تاريخية وثقافية واجتماعية وسط أجواءٍ مفعمة بالألفة والتشارك.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...