الثنائي يتابع اندفاعته: "مكملين للآخر بفرنجية" وما بعد قمة الرياض ليس كما قبلها

 

على ثلاثة مسارات لبنانية، انتقل مكوّن الثنائي حزب الله - حركة أمل، اندفاعته من الخطوط الخلفية، الى مواقع متقدمة في شكل ملحوظ، محفّزا بالانفراجات الإقليمية، وبالوضوح والإيضاحات المحلية من وجهة نظر الثنائي.

المسار الأول، هو العلاقة بين الدولة اللبنانية والحكم السوري، حيث نصح الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، اللبنانيين، وتحديداً الحكومة، بتأليف وفد وزاري، والذهاب الى "الشام"، "وبيكون أفضل كمان قبل قمة السعودية العربية"، بحسب تعبير نصرالله، وذلك للبحث في موضوع عودة النازحين السوريين بكل تفاصيله. وعلل النصيحة (وبكل ثقة)، بأن مجمل الدول والأفرقاء الاقليميين الذين كانوا في وضع عداء مع دمشق، ها هم يدعون الرئيس السوري للمشاركة في القمة العربية، وها هي سوريا والعودة العربية، وفي الوقت نفسه، شرح السيد نصرالله: "الأجانب" يريدون للنازحين السوريين أن يبقوا في لبنان... وكذلك أشار الى مشكلات الترانزيت، في حين أن أبواب دول المنطقة وحدودها فُتحت أمام سوريا،  بينما اللبنانيون لا يتحركون في اتجاه دمشق.

المسار الثاني، وقد أدرجه، نصرالله في إطلالته مساء أمس، هو مسار استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، حيث كان واضحاً ومركزاً بشرحه، أن رئيس المردة سليمان فرنجية، هو مرشح طبيعي منذ زمن، فإن فرنجية، كاد يصل الى سدة الرئاسة بعد انتهاء ولاية الرئيس العماد اميل لحود، وكذلك، قبيل انتخاب الرئيس العماد ميشال عون، كان فرنجية يمكن أن يُنتخب رئيساً، لولا ولولا ولولا.. قال السيد نصرالله.السياق الذي سار فيه كلام الامين العام لحزب الله مساء أمس، بدا فيه نصرالله، أكثر أريحية من أي وقت، وقال بهدوء ونبرة عادية: إن المرشح الذي نؤيده هو سليمان فرنجية المرشح الطبيعي والجدّي، فلتُجمع القوى المقابلة على مرشح، قم نتحاور، قم نتوجه الى المجلس النيابي، ويجري الانتخاب، ويفوز من يفوز... وإذا أرادوا تطيير النصاب، هذا حقهم، نحن عطلنا النصاب، وهم يمكن أن يعطلوا النصاب ووو...المسار الثالث، هو الجزم والحزم بوجوب أن تتولى حكومة تصريف الأعمال، معالجة المشكلات والأمور الملحة والضرورية، وضمن حدود ما يسمح به الدستور، انما مع تسيير امور الناس، وحرص على التأكيد على أن ما يراه في هذا المجال، ليس أبدا لتحل الحكومة والبرلمان مكان رئيس الجمهورية... ومن هنا استطرد نحو التأكيد على رفضه، في ظل عدم انتخاب الرئيس، رفضه لما يشاع عن تعيين حاكم لمصرف لبنان لدى انتهاء ولاية الحاكم في تموز المقبل. كما أكد رفضه التمديد للحاكم.

وفي النهاية دعا اللبنانيين الى اغتنام الأجواء الايجابية في المنطقة كلها، والتصرف على هذا الأساس. وكذلك أبدى حرصه على عدم الظهور بصورة تسجيل نقاط على جميع من كان يتوقع سقوط الحكم السوري وسوى ذلك.وأعطى نصرالله سردية متداولة في الزمان الغابر ما بعد انتهاء الحرب العالمية وهي الآتية :

" انتهت الحرب، وكانت ثمة جزيرة، لم يعرف أهلها بخبر انتهاء الحرب، وبعد كم سنة، زارها عدد من الاشخاص، فوجدوا ان أهل الجزيرة لا يزالون يلبسون الطاسة او القبعة ويصوبون بندقية خردق".أما الأهم في الساعات الماضية على مستوى مكوّن الثنائي، هو الجو الذي انساب فيه كلام نصرالله إذ بدا في الشكل هادئا واثقا متمكنا وبنبرة عادية جدا، وموحيا بأن الثنائي يخوض حتى النهاية في معركة إيصال فرنجية الى الرئاسة. وما يعزز هذا الانطباع، هو ما حصلنا عليه من أوساط شعبية - مفاتيح تخص حركة أمل، ومن أوساط حزبية رفيعة داخل الحركة، فهي أكدت لنا، أن لا تراجع قيد أنملة عن الخوض في دعم رئيس المردة نحو رئاسة الجمهورية، مشددةً ومسلّمةً بأن الأمر يستلزم الصبر والدقة، والتعاطي مع كل تفصيل.

في أي حال، ليس من فراغ ورد تاريخ ١٥ حزيران على لسان الرئيس نبيه بري يوم الأربعاء الماضي كموعد حضّ على انتخاب الرئيس، وأمس كلام السيد نصرالله عن الرئاسة واجواء المنطقة وسوريا، وبالتالي، تبدو الأسابيع القليلة الآتية ما بعد القمة العربية في جدة والمحددة حتى الآن في ١٩ أيار، تبدو تلك الأسابيع حاسمة محليا - اقليميا - دوليا لجهة انتخاب رئيس لجمهورية لبنان بحسب نظامه القائم، وإلا، بعد حزيران، فيصبح انتخاب رئيس أكثر من صعب، وربما لن يتحقق قبل انتهاء ولاية البرلمان الحالي، إلا في حال حصلت خضة أو زلزال أمني...

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...