لا يبدو أن الايجابيات المتداولة بشكل متزايد في ما يخصّ التسوية اللبنانية العامة والتسوية الرئاسية بشكل خاص، بعيدة عن الواقع، الا انها ليست قريبة بالقدر الكافي الذي بات يروّج له، حيث يرى بعض المحللين أن المفاوضات حول الملف الرئاسي قد انتهت، وأن مفتاح بعبدا سيخرج من الجيب السياسي خلال ايام معدودة.
وفق مصادر سياسية مطلعة فإنّ الخطوط العريضة للتسوية ولعملية ادارة الحياة السياسية في لبنان بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية فد أُنجزت، إذ من الواضح أن جميع القوى المحلية والاقليمية توافقت على شكل الساحة اللبنانية للسنوات المقبلة. وترى المصادر أنه من المتوقع عودة الواقع اللبناني الى ما كان عليه في السابق، أي الى مرحلة التوازن السياسي بين مختلف المكونات، وعدم انكسار الموازين السياسية لصالح طرف دون اخر، وهذا يعني ان "حزب الله" وحلفاءه الذين تفوّقوا في الكباشات الداخلية خلال السنوات الفائتة، لن يكونوا بنفس الحجم والحضور في المرحلة المقبلة.لكن في المقابل، يبدو أن العناوين الاشكالية التي تخصّ "حزب الله" وتحديداً موضوع سلاحه، وليس حضوره الخارجي، والمرتبط بالصراع مع اسرائيل سيتمّ تحييده عن النقاش، الامر الذي يُريح "الحزب" الى حد كبير ويجعله قادراً على تقديم تنازلات جدية في أكثر من ملف وقضية.