بعد التسوية الرئاسية.. هل يفقد "حزب الله" حضوره في المرحلة المقبلة؟

 

لا يبدو أن الايجابيات المتداولة بشكل متزايد في ما يخصّ التسوية اللبنانية العامة والتسوية الرئاسية بشكل خاص، بعيدة عن الواقع، الا انها ليست قريبة بالقدر الكافي الذي بات يروّج له، حيث يرى بعض المحللين أن المفاوضات حول الملف الرئاسي قد انتهت، وأن مفتاح بعبدا سيخرج من الجيب السياسي خلال ايام معدودة.

وفق مصادر سياسية مطلعة فإنّ الخطوط العريضة للتسوية ولعملية ادارة الحياة السياسية في لبنان بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية فد أُنجزت، إذ من الواضح أن جميع القوى المحلية والاقليمية توافقت على شكل الساحة اللبنانية للسنوات المقبلة. وترى المصادر أنه من المتوقع عودة الواقع اللبناني الى ما كان عليه في السابق، أي الى مرحلة التوازن السياسي بين مختلف المكونات، وعدم انكسار الموازين السياسية لصالح طرف دون اخر، وهذا يعني ان "حزب الله" وحلفاءه الذين تفوّقوا في الكباشات الداخلية خلال السنوات الفائتة، لن يكونوا بنفس الحجم والحضور في المرحلة المقبلة.لكن في المقابل، يبدو أن العناوين الاشكالية التي تخصّ "حزب الله" وتحديداً موضوع سلاحه، وليس حضوره الخارجي، والمرتبط بالصراع مع اسرائيل سيتمّ تحييده عن النقاش، الامر الذي يُريح "الحزب" الى حد كبير ويجعله قادراً على تقديم تنازلات جدية في أكثر من ملف وقضية.

وتضيف المصادر بأن المرحلة المقبلة في لبنان ستكون مشابهة، وإن لجهة الشكل، للمرحلة التي تلت الحرب الاهلية واتفاق الطائف، إذ سيكون هناك راع اقليمي كبير متّفق على رعايته بين كل من المملكة العربية السعودية وإيران، ومن المرجح أن تلعب سوريا دوراً محورياً في هذا الموضوع، ما يجعل "حزب الله" اكثر ارتياحاً،  إذ إنه سيرفع عن كاهله مسألة ادارة التفاصيل اللبنانية التي تولّاها بحدود مختلفة منذ الانسحاب السوري من لبنان. 

كذلك فإنه سيتمّ ابعاد سلاحه عن أي تصويب اعلامي وسياسي شرط ان يلتزم الحياد النسبي في الصراعات العربية - العربية، الامر الذي يبدو مقبولا بالنسبة اليه خصوصاً وأن المعارك في المنطقة قد انتهت في ظل التحولات السياسية والاستقرار الاقليمي الحاصل

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...