لا يزال الموعد الذي حدده رئيس مجلس النواب، نبيه برّي، بين منتصف حزيران ونهايته، قائماً بالنسبة إليه، لتأمين عقد جلسة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية يستمّر برّي على ارتياحه لكل ما يجري. وما يعزز هذا الارتياح هو تجدد الخلاف بين قوى المعارضة حيال الاتفاق على إسم مرشح واحد فيما بينها، خصوصاً أن القوات اللبنانية تتهم رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل بتعطيل مسار التفاهم، لأنه لا يريد الذهاب إلى خيار يتعارض مع حزب الله على ضفة مقابلة، هناك من لا يعول على موعد حزيران، باعتبار أنه لم يتم تحقيق أي تقدّم حتى الساعة، فيما الأمور تبدو أنها لا تزال معقدة.
نظرة تشاؤمية
في وجهتي النظر المتناقضتين، حسابات متعددة، بعضها يرتبط بتوقع حصول المزيد من الضغوط الدولية والإقليمية في سبيل إنجاز الاستحقاق الرئاسي، ربطاً بالتلويح بفرض عقوبات على المعرقلين فيما آخرون يعتبرون أن كل هذا التلويح لن يؤدي إلى حصول أي تغيير، وربما الخشية من حصول فراغ في موقع حاكمية المصرف المركزي، قد تتوسع لتشمل التخوف على الفراغ في منصب قيادة الجيش ما يعني النظرة التشاؤمية تفضي إلى إبداء التخوف من استمرار الفراغ إلى ما بعد انتهاء ولاية قائد الجيش جوزيف عون في منصبه.لا يخفي ديبلوماسيون أيضاً مخاوفهم هذه، على قاعدة انعدام القدرة أو الرغبة على الاتفاق بين الأفرقاء اللبنانيين هذا، بالإضافة إلى عدم وجود اهتمام فعلي خارجي بالملف اللبناني. وبالتالي، بحال لم تتدخل الدول المعنية بشكل مباشر وترسم خريطة الطريق، فإن اللبنانيين سيكونون عاجزين عن السير على درب انتخاب رئيس للجمهورية.النصاب والمعارضة
إذاً، تقضي المرحلة الحالية البقاء بحالة انتظار، فيما هناك من ينتظر بعض المؤشرات الخارجية، التي قد يمكنها منح إشارات حول وجهة الأمور. فمعارضو فرنجية يعتبرون أن الإشارات التي ستأتي لن تكون في صالحه. أما مؤيدوه فيعتبرون أن المسار يصب في صالحهم ووسط التضارب في القراءات ووجهات النظر، يفترض بنائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب أن يستأنف تحركه على الكتل النيابية المختلفة، في محاولة لتحقيق بعض القواسم المشتركة، ما قد يؤدي إلى عقد جلسة لممثلين عن كل هذه الكتل في المجلس النيابي، وبالتالي ابتداع صيغة حوار مصغّر بين الكتل داخل مجلس النواب، في إطار البحث عن مخارج أو انتظار لحظة الاهتمام الفعلية من قبل الخارج.
منير الربيع - المدن