الرئاسة معلّقة ومحاولة متجددة لتعويم الحوار

 

جاء في "الراي الكويتية":

بدت وطأة الشغور الرئاسي أَثْقل على الواقع اللبناني الذي ينكشف بسهولة على أزمات المنطقة ويتفاعل بصعوبة مع أي «فك للاشتباك» فيها، على ما حصل بين الرياض وطهران، وذلك في ضوء «برْمجة» غالبية أطراف الداخل مقارباتهم للقضايا الإشكالية الكبرى على قواعد الاستقطابات السلبية الخارجية ومغالاتهم في البناء عليها، حتى إذا هدأتْ المَحاور وجدوا أنفسهم غير قادرين على التكيّف معها، يتآكلهم شعور القاصرين بأنهم متروكون أو يندفعون إلى عملية هروب إلى الأمام ارتكازاً على «تَفوُّقٍ» غالباً ما يصطدم إما بتوازنات سلبية، كما هي حال البرلمان اليوم، وإما بتعقيدات الوضع اللبناني التي تجعل قوّة أي مكوّن تقف عند حدود الطوائف الأخرى.

وقد انطبع يوم أمس محلياً بثلاثة مسارات متوازية:

- الأوّل استكمال السفير السعودي وليد بخاري حركته الداخلية تحت سقف أن لا فيتو للمملكة على أي مرشح ولا دعْم لأيّ اسم، والملف الرئاسي «شأن سيادي لبناني».

وقد زار بخاري الرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة، معلناً «نحن واثقون من إرادة اللبنانيين في التغيير نحو غدٍ أفضل»، وذلك بعدما التقى أول من أمس تكتل «الاعتدال الوطني» في منزله في اليرزة، حيث أكد (بحسب بيان للتكتل) «الموقف الحيادي للمملكة وضرورة الإسراع في إنجاز الاستحقاق».

في المقابل أكد أعضاء التكتل (يضم 5 نواب سنّة من أصل 6 يتألف منهم) أمام السفير السعودي «ضرورة الدعوة الى جلسة انتخاب قريبة»، مشددين على وجوب «عدم مقاطعة أي كتلة أو نائب جلسات الانتخاب».

- حركة نائب رئيس البرلمان الياس بوصعب، الذي أنهى أمس المرحلة الأولى من مبادرته الاستكشافية التي ترافقت مع إحياء عنوان الحوار الذي كان رئيس مجلس النواب نبيه بري دعا إليه مرتين للبحث في الملف الرئاسي ولكن تم إحباطه من الأطراف المسيحية الوازنة على ضفتيْ المعارضة والموالاة.

وإذ أكد بوصعب بعد زيارته بري «أننا نحاول أن نجد طريقة ثانية من أجل أن نرى ما هي التطورات التي تجعلنا نذهب باتجاهٍ جديد لجمْع كل الأفرقاء ويصير في حكي، وقد وجدتُ أن هناك تطابقاً في وجهات النظر واتفقتُ مع الرئيس بري على الخطوات المقبلة التي يُمكن أن نقوم بها والتي هي مقبولة»، أوضح عقب لقائه رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب تيمور وليد جنبلاط «توافقنا على ضرورة تنظيم المرحلة المقبلة، والعمل على جمع القواسم المشتركة وإيجاد جسور حوار بين بعضنا».

ولفت إلى أنّه «في ظل التقارب الذي يحصل في الخارج، لا يمكننا انتظار أي حل معلّب مسبقاً»، مشيراً إلى أنّ «ليس لدينا بديل لتقديمه الى اللبنانيين سوى التفاهم، وهذه الرؤية هي جزء من أيّ حوار، ونحن ندرك أهمية الوقت وعدم إضاعته أكثر، والخطوة الأولى التي وضعناها للمبادرة حظيت بتوافق وقبول من الجميع، والمرحلة الثانية تعتمد على الأمور العملانية ويجب ان نرى نتيجة خلال 10 أيام».

وذكر أنّ «هناك أسماء مطروحة لرئاسة الجمهورية، وقد يكون هناك أسماء لمرشحين جُدد، وحكماً خلال الحوار تكون الأسماء جزءاً من اللقاء، ولكن الموضوع أوسع من أسماء فقط».

من جهته أكد النائب هادي أبوالحسن بعد اللقاء «أننا نرحّب ونؤيد أي خطوة تساهم في كسر الجمود الرئاسي ومنفتحون على أيّ طرح ولا بدّ من تحديد الإطار ومضمون الحوار الذي لا بديل منه والذي يجب أن يسبق عملية الانتخاب والمدى الزمني اذ لا نملك ترف الوقت والمهم ان نذهب بجدول أعمالٍ عمليّ واقعيّ لا يغيب عنه التوافق على شخض الرئيس».

- أما المسار الثالث فهو التواصل خارج إطار رسمي على خط «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» في محاولةٍ لإحداث خرق في الجدار الرئاسي ولإقامة جسر تلاقٍ يُمكن أن يؤسّس لتقاطُع عابِر للاصطفافات.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...