لتمنيات رئيس البرلمان نبيه بري، أو نصيحته وقناعته، بوجوب انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، كحد أقصى بـ ١٥ حزيران المقبل، متطلبات وموجبات، تشبه الأشرعة التي تنتظر الرياح التي تشتهيها السفينة الفينيقية اللبنانية.
هذه الرياح، بحسب معظم المجريات الإقليمية منذ اتفاق ١٠ أذار في بكين برعاية الصين بين السعودية وايران، تبدو أنها مؤمنة في جهة من جهات أشرعة دفع السفينة، ألا وهي رياح التعديل والتغيير في المنطقة، بدءا بملف اليمن، انتقالا الى شروع العراق في عملية الانتظام بدوره التاريخي، وصولا الى سوريا، والعلاقات السورية السعودية واستطرادا العربية، حتى وإن كانت قطر تتولى دور العنصر الموازن والممانع لانسياب العربي التام، ومن دون شروط أمام الحكم السوري.أما الجهة الثانية للرياح الواجبة من أجل أن تكون مواكبة للرياح الاقليمية آنفة الذكر، وليس معاكسة لها، فهي الجهة اللبنانية الداخلية.
وهنا المعصية الجاثمة حتى كتابة هذا المقال؛ ونقول حتى هذه اللحظة، نسبةً الى أن "المفاجأة الداهمة" التي تظهّرت باتفاق بكين وبسرعة هبوب الرياح العليلة لتلفح سوريا، هذه المفاعيل لن تبقى بعيدة من لبنان، حيث يمكن في أي وقت، أن يسري مفعول مقولة :تشتد الأزمة لتنفرج... وبالتالي، فإنه حتى ولو بات مستحيلا انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية قبل ١٩ أيار- الموعد المحدد حتى الآن لعقد القمة العربية في جدة، إلا أن ضغط الحراك الدبلوماسي، سيساهم في الدفع نحو تحريك داخلي لبناني للمسار الرئاسي، في وقت ينشط سفراء دول اللقاء الخماسي: السفير السعودي، والسفير القطري، والسفيرة الفرنسية، وكذلك السفيرة الأميركية والسفير المصري. وبالتوازي، تحاول المعارضة: القوات اللبنانية، الكتائب، الأحرار، وعدد من التغييريين، وحراك النائب غسان سكاف، الجهد للوصول الى اسم من اسمين او ثلاتة، يُجمعون عليه لخوض المعركة في مقابل رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الموصوف من داعميه خصوصا مكون ثنائي حركة أمل - حزب الله، بالمرشح الجدي، القادر على التحاور كما على دخول مسارات الانقاذ.أما بالنسبة الى التيار الوطني الحر الذي يعتبر نفسه خارج الاصطفافات، فقد كشف النائب القواتي فادي كرم أن ثمة اتصالات هادفة تجري معه بشكل او بآخر.