التوازن السلبي وانعكاساته على لبنان...

 

قال سياسي مُحايد لـ«الجمهورية» انّ «الخروج من الازمة اللبنانية يستدعي الخروج من التوازن السلبي القائم». وأضاف: «نحن اليوم في توازن سلبي أظهرت الوقائع السياسية انّ اي فريق من الفريقين المُنقسمين غير قادر على إيصال مرشحه الرئاسي ولا مؤشرات الى ان اي فريق في وارد، حتى اللحظة، التراجع عن مُقاربته الرئاسية وما زال كل فريق يعوّل على تراجع الآخر، إنْ من خلال الرهان على تبدّلات الموازين في القوى الداخلية اي تراجع أحد الفريقين عن تمسّكه بمرشحه او ان تمارس الدول الخارجية الضغوط على فريق من الفريقين من اجل ان يتراجع عن موقفه، ولكن حتى اللحظة تبيّن انّ ايران ليست في وارد التدخّل مع «حزب الله»، والمملكة العربية السعودية ليست في وارد التدخل مع اصدقائها في لبنان، والمبادرة الفرنسية وصلت الى الحد الذي وصلت اليه، وبالتالي لا مؤشرات الى إمكانية تجاوز هذا التوازن السلبي».

وقال هذا السياسي المخضرم انه «من اجل الخروج من هذا الواقع الذي يمكن ان يستمر لأشهر وسنوات في ظل واقعٍ انهياري مفتوح على مزيد من فصول الانهيار ينبغي الخروج من التوازن السلبي الى التوازن الايجابي، الذي ينتج عن الوصول الى مرشح مقبول لدى جميع القوى السياسية وقادر على إيجاد هذه المساحة المشتركة المفقودة اليوم، وما لم يتم ايجاد هذه المساحة لا مؤشرات الى انّ أيّاً من الفريقين في وارد التراجع، لا بل المؤشرات تؤكد انّ لبنان يتجه الى مزيد الانهيار والانقسام، والى مزيد من المواجهات التي ربما تتطور بمشاهد معينة، وبالتالي الخروج من التوازن السلبي الى التوازن الايجابي وما لم يُصَر الى الانتقال من التوازن الى ذاك، سيبقى لبنان في هذه الدوامة المفتوحة على كل الاحتمالات وبالتالي بدلاً من انتظار عامل الوقت الذي أصبحت انعكاساته سلبية على جميع اللبنانيين، وقد حان الوقت للتفكير جدياً بمخارج معينة، وعلى القوى التي لم تحسم موقفها بعد ان تُبادِر الى طروحات سياسية قادرة على ان تفرض الدفع في اتجاه إرساء توازن جديد يؤدي الى دينامية جديدة تُخرج لبنان من هذا الواقع المأزوم، الذي، في حال استمر، سيشهد لبنان مزيداً من الانعكاسات السلبية التي لا تحمد عقباه.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...