الأعياد في الزمن الصعب: غصة وحزن والظروف تشتدّ وتسوء أكثر

 

جاء في "نداء الوطن":

هي الأعياد، مناسبات تأتي على لبنان المنكوب فتجمع أبناءه وطوائفه وتوحّدها على اختلافها، من دون أن تتمكّن من جمع أهل السياسة على مصالح هذا البلد ومصالح الشعب فيه. فأهل السياسة كما أكدت عظات الأمس وتؤكد خطب الجمعة أيضاً، لا يرون إلا مصالحهم ولو على حساب البلد والشعب والناس، وهم مستعدّون لزرع الشقاق بين اللبنانيين دائماً لأجل مصالحهم.

وفي غمرة شهر رمضان يأتي عيد الشعانين لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي والأسبوع المقبل سيكون العيد للطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي، وبعده بأسبوع آخر سيقترب عيد الفطر السعيد، وكلها أعيادٌ ومناسبات تتزامن بتوقيتها، وذلك إن دلّ على شيء فإنّما يدلّ على غنى هذا البلد وتنوّعه بما يملك من ميزات وعطايا إلهية، ولكنّه مع الأسف الشديد مبتلى بسياسيين حوّلوا نعمة البلد نقمة.

وبينما يَصوم المسلمون شهر رمضان المبارك في أصعب الظروف الإقتصادية والمعيشية، بالتزامن وبنفس الظروف أيضاً، احتفلت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي في عكّار بأحد الشعانين، وللمناسبة عمّت القداديس العديد من القرى والبلدات، وحملت العظات الدعوات إلى الله لكي يريح الشعب والبلد ويعيد لهما الإطمئنان. وفي السياق، ترأس النائب الأسقفي الماروني العام في عكار الخورأسقف الياس جرجس قداس الشعانين بحضور حشد من المؤمنين في كنيسة مارشربل في محلة القطلبة ببلدة القبيات، وألقى عظة الأحد والشعانين وكلمة العيد فقال للمؤمنين: «إنّنا نطلب من المسيح في هذا العيد المبارك أن يعيش شعبنا بسلام في لبنان». وأضاف: «يجب أن يكون الله في قلبنا فهذه هي الحرّية، وهذه الذبيحة الإلهية تأتي على نيّة كلّ اللبنانيين الذين يتألّمون من الأوضاع الإقتصادية، لكنّ المشاكل لا تحلّ بالمشاكل بل بالمحبة».

وأكّد «أنّ لبنان بحاجة إلى السلام والخروج من أتون الفوضى والمشاكل، وأن يبقى أبناؤه يحملون غصن الزيتون ويصبرون على الألم لأن ما بعد الصبر إلا الفرج»، داعياً اللبنانيين الى أن «يكونوا صانعي سلام وأن نصلّي على نيّة مسؤولينا، الذين يعتبرون أنفسهم مسؤولين وأن يزرع ربنا السلام في قلوبهم». وتابع: «رجاؤنا بالله أن يهدي المسؤولين إلى ما يحقق الأمل للشعب والبلد، وأقول لشعبنا أحبّوا بعضكم، أحبّوا ناسكم بالأخصّ في هذه المرحلة وابقوا يداً واحدة تحملون غصن الزيتون، فأهل الزيتون هم أهل السلام والمسيح قال طوبى لصانعي السلام فإنهم أبناء الله».

وبعد القداس أقيمت مسيرة لأجل السلام حمل فيها المؤمنون أغصان الزيتون، متمنّين أن تحلّ بركة الربّ بالسلام على هذا البلد.

ولا يخلو العيد من شعور الناس بالغصّة نتيجة الأوضاع التي يمرّون بها والحسرة على بلدهم، مؤكّدين أنّهم «يعيشون سنة بعد أخرى على أمل التغيير والفرج وأن يعود البلد إلى سابق أحواله، ولكن كل سنة تشتدّ الظروف وتسوء أكثر». وعلى نيّة الخلاص وتحسّن الأحوال، رفعوا في هذا العيد الصلوات إلى الله أملاً بغد أفضل لهم ولأولادهم ولبلدهم.

المصدر : نداء الوطن

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...