الإتفاق السعودي - الإيراني ... نصر الله كان يعلم


 السؤال المطروح في بيروت في الساعات الماضية، ومنذ لحظة الإعلان الثلاثي الأطراف بين بكين والرياض وطهران، ومن العاصمة الصينية، عن الإتفاق على إحياء التمثيل الديبلوماسي بين إيران والسعودية خلال شهرين، يتركّز حول انعكاسات الحدث مباشرة على الإستحقاق الرئاسي في لبنان، خصوصاً، وأن الساحة اللبنانية واحدة من الساحات المتأثرة بالأزمة بين البلدين، وقد سبق وأن أشار الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله منذ أيام بأن "العلاقات الثنائية بين إيران والسعودية قد حُسِمت منذ اللقاء الأول بينهما منذ أشهر".

ووفق الكاتب والمحلِّل السياسي جورج شاهين، فإن مسلسل المفاوضات بين البلدين انطلق برعاية عراقية في العام 2021، وتطور في العام 2022 في القمة الفرنسية ودول الجوار العراقي في البحرين، وصولاً إلى الإجتماعات الأخيرة في الصين، والتي أدّت إلى الإتفاق الحالي.

ويتحدّث المحلِّل شاهين، عن الدور الإيراني ممثلاً بـ "حزب الله" في لبنان، مؤكداً لـ "ليبانون ديبايت"، أن الحزب خاض على مدى السنوات الماضية مواجهةً مع المملكة، قادت إلى مسلسل العقوبات السعودية التي فُرضت على لبنان في خريف العام الماضي، في خطوةٍ أعقبت دفع الرئيس سعد الحريري، إلى تقديم إستقالة حكومته قبل عامين، وتحديداً في الرابع من تشرين الثاني العام 2017 من الرياض، رفضاً لما سمّته "إدارة حزب الله وهيمنته" على الحكومة اللبنانية وقراراتها.

أمّا وعن أسباب إختيار بكين للإعلان عن هذا الإتفاق، فيوضح شاهين، أنه، على الرغم من الصراع الصيني - الأميركي، فإن بكين تُعتبر نقطة التقاء إيجابية، نظراً لعلاقة السعودية الجيدة مع واشنطن وموسكو، فيما إيران تواجه أزمةً في العلاقات مع واشنطن، وقد تمّ اختيار الصين من أجل استيعاب أي ردّة فعل قد تصدر من تركيا أو أطراف أخرى.

وفي سياق القراءة المسبقة لما يمكن أن يؤدي إليه قرار إحياء العلاقات الديبلوماسية بين البلدين من إيجابيات متوقّعة على الساحة الداخلية في لبنان، يتوقّع شاهين، أن يستغرق الأمر بعض الوقت، وأن يأتي الإنعكاس المباشر على ملف اليمن، الذي يحتل الأولوية لدى الرياض، والذي يتقدّم على سائر الملفات، علماً أنه قد تتزامن الحلحلة في الملفين في وقت واحد، إذ لكل موقع إدارته والفريق الذي يديره من الجانبين.

وعن تردّدات الخطوة على الإستحقاق الرئاسي، يقول، إنه من الممكن استثمار نتائجه في لبنان، ولكن من المهمّ ترقّب مدى تجاوب الدول الكبرى، ولا سيما الولايات المتحدة وروسيا مع الخطوة الجديدة، مع العلم أن القيادة السعودية أبلغت أصدقاءها في واشنطن بالخطوة.

ومن ضمن هذا السياق، يشير شاهين، إلى الخطوة التي قام بها السيد نصرالله، بترشيح رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، لرئاسة الجمهورية، وذلك وسط تساؤلات عن حجم رضى المملكة العربية السعودية عن الخطوة.

وعن ترجمة التفاهم الثنائي في لبنان، يشير، إلى أنه طالما قطعت المملكة هذه الأشواط في علاقتها مع طهران، فمن المرتقب ترجمة ذلك في لبنان في وقت قريب، ولكن من الضروري ترقّب مسار برمجة عودة الديبلوماسيين إلى البلدين في غضون شهرين من الآن، حيث على الجميع ترقّب كل جديد على هذا المسار يوماً بيوم وساعةً بساعة.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...