لم يتعظ المسؤولون من الانهيار الذي سببوه، ويبدو أنّ منطق "كلّ ديك على مزبلته صيّاح" سيستمر بالتمدد أكثر مع عجز الدولة عن الصمود أمام الضغوطات السياسية التي يمارسها سياسيون وأبناؤهم وبناتهم وحاشيتهم.
في فضيحة اليوم، هو رضوخ محافظ بيروت مروان عبود لضغوطات كبيرة. وفي البحث عن مصدر هذه الضغوطات يظهر جليًا أنّ ابنة رئيس مجلس النواب نبيه بري، هند بري هي المسبب الأول للبلبلة الكبيرة في المحافظة.
وفي الحال، فإنّ بري قد "حطت عينها" على اللّوائح الإعلانية التي تستثمرها شركات خاصة قانونًا في منطقة بيروت وتضغط على المحافظ لا بل تحضر شخصيًا أحيانًا بغية انتزاعها من الشركات التي تستثمرها رغم أنها تدفع ما يتوجب عليها قانونًا وتستمر بالعمل تحت سقف القانون رغم أنّ ابنة رئيس المجلس "مش عاملة حساب للقانون"، وهي مستمرة بالضغط للاستحصال على لوائح إعلانات منطقة الأشرفية "بالسلبطة"، فهل تمددت هذه الظاهرة من الجنوب ووصلت بيروت بعدما ذاق أبناء المناطق الجنوبية الأمرين؟
واللّافت، أنّ محافظ بيروت الذي لم يكن راضيًا في البداية وقد شهدت إحدى اجتماعاته مع بري ضجةً كبيرة، رضخ للأمر الواقع وقرر أن يكون جنديًا في معركة هند بري، وهو بالتالي بدأ يمارس ضغوطاته على الشركات الإعلانية حتى ترضى بالأمر الواقع.