الملف الرئاسي سيكون حاضرًا على طاولات واشنطن..و اتفاق بينها وبين حزب الله

 

كتبت جانين ملاح في موقع "اللبنانية":

الملف الرئاسيّ مكانك راوح، لا حلحلة في الأفق تُظهر حسن نية القوى السياسية بالمضيّ قدمًا في عملية تحرير هذا الملف ووضعه على سكّة الحل.

حتى الساعة، لا تزال الآراء منقسمة بين فريق متمسك برئيس تيار المردة سليمان فرنجية وآخر يدعم النائب ميشال معوّض.

حزب الله لم يضع نفسه هذه المرة بموقع "المُعرقل"، خاصةً وأن وضعه لا يسمح له بالقيام بأيّ خطوة من شأنها تأجيج أي موقف وسط تأكيده مرارًا وتكرارًا على أن مرشحه جاهز، فلنرى البقية وعلى أساس ذلك نكمل.

اتفاق الحزب-واشنطن

مصادرٌ سياسيّة متابعة لملف علاقات لبنان والولايات المتحدة تشير لموقعنا "اللّبنانيّة" إلى أن الملف الرئاسي سيكون حاضرًا على طاولات واشنطن، وإن تبدي عدم الاكتراث بعد انتهائها من ملف الترسيم، مشيرةً إلى أنّ الحل سيكون جاهزًا قبلَ الصّيف بناءً على مؤشرات تفيد عن إمكانية حصول اتفاقٍ حقيقيّ بين قيادة حزب اللّه وواشنطن على مرشحٍ يكون توافقيًا، يُطلق عملية الحلّ في لبنان، ويُساهم في تخفيف الإحتقان، ويوقف عجلة الرجوع الإقتصاديّ على مراحل متتالية.

ولا تخفِ إدارة بايدن خوفها من أي حربٍ جديدة قد تعكّر أكثر الوضع في الشرق الأوسط، لكن إسرائيل غير جاهزة لأي حرب، وأميركا لن تضيّع ترسيم الحدود، خاصةً وأن الحاجة إلى النّفط العام المقبل سيكون بأوجّهِ.

يتابع المصدر ان أميركا تحتاج للنفط، وهي تضع عينها على الحقول اللبنانيّة، إذ أن إدارة بايدن وضعت نفسها بموقف محرج بعد حضّها الدول الأوروبيّة دعم أوكرانيا بعد الهجوم الروسيّ، إلا أن أميركا لم تكن جاهزة لتلافي عواقب هذا الدعم بعد تقييد روسيا وصول النفط إلى أوروبا، خاصةً بعد الصّفعة السّعوديّة الموجعة لبايدن في العام المنصرم بعد امتناع "أوبك" عن رفع مستوى إنتاجية النّفط لدعم الدول الأوروبيّة.

وهذا ما يفتح الباب لأميركا على حلّين: الأول لبنان ونفطه، والثاني استقرار الوضع على الحدود الجنوبيّة مع إسرائيل ليكون بمقدور الحكومة الإسرائيليّة استكمال ضخّ النّفط إلى أوروبا.

موقف حزب الله

تعي القيادة السّياسيّة لحزب الله أن دورها كبير لهذه النّاحية، إذ تشير أوساط برلمانيّة إلى أن الحزب مستعد للحوار، فالوضع الحاليّ لا يُساعده أبدًا، ومن هنا يذهب المصدر السّياسي للقول بأن الإتفاق وإن حصل بين واشنطن وحزب الله فإن هذا سيريّح الحزب كثيرًا ويجعله يكمل عمله من دون أي ضغوطات، خاصةً وأن واشنطن ستمون على حلفائها اللبنانيين لناحية تخفيض منسوب الهجوم السّياسيّ، لهدف واحد ألا وهو "مصالحها" في حال وصلت إلى الإتفاق الذي تريده.

من سيكون المرشح؟

وسط كل هذا، لن تكون الإدارة الأميركيّة بطبيعة الحال مستعدةً لإيصال مرشّح تابع ومطيع لفريق الثامن من آذار، وكذلك حزب الله لن يسلّم البلد الى رئيس لا يؤمن به خصوصا وان فرنجية لن يبدي اعتراضًا تجاه سحب اسمه من سباق رئاسة الجمهوريّة إذ أنَّ مصلحة لبنان تعتبر الأهم عند فرنجية، وهو لا يرى بمنصب الرئاسة هدفًا جوهريًا، ففرنجية الآتي من بيتٍ سياسيّ عريق لن تهمه المناصب في ظل الأوضاع التّي يمرّ بها لبنان.

وفرنجية توازيًا لن يحرج حزب الله، إذ أن الأخير سيستمر بدعمه إلى آخر لحظة، إلا أن ذلك لا يعني أن يتعنّت بقراره كما حصل أثناء عهد الرئيس السابق ميشال عون.

عمومًا يؤكّد المصدر على أن الولايات المتحدة ستكثّف عملها على الملف اللّبناني خلال الأشهر المقبلة، لتعوّل على حوارٍ بنّاء مع أقطاب السياسة اللّبنانيّة لتخرج من هذا الملف بنتائج إيجابية قبل الصيف.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...