كتبت ميليسّا دريان في "السياسة":
كان يوم أحد عادي، ينتظر فيه مشجعو الرياضة مباراة كرة القدم بين نادي العهد ونادي الأنصار ضمن المرحلة العاشرة من سداسية الاوائل في الدوري اللبناني لكرة القدم.
إلا أنّ الرياح جرت عكس ما تشتهيه اللعبة، لأنه سرعان ما تحوّل ملعب مجمع فؤاد شهاب في جونية إلى ساحة معركة بعد حصول أعمال شغب على مدرجات جمهور نادي الأنصار الغاضب من النتيجة التي حسمت الفوز لفريق العهد.
فاز العهد أمس وخسرت كرة القدم اللبنانيّة، بعدما تحوّل الملعب في دقائق قليلة إلى ما يشبه الزلزال، وبعدما أكدت ردات الفعل بما لا يقبل الشك أنّ الروح الرياضية والأخلاق غائبة في الوسط الرياضي.
رئيس بلدية جونية جوان حبيش يؤكّد أنّ "بعد الإشكال تم تكسير الكراسي في الملعب، إضافة الى خلع وتكسير السياج ومدرجات الملعب ورميها على القوى الأمنية التي تدخلت بعد حصول التوتر".
وفي حديث لـ "السياسة" يجزم حبيش بأنه "رغم ما حصل أمس ستبقى أبواب الملعب في جونية مفتوحة لكل المباريات. إنما المطلوب اليوم من الاتحاد اتخاذ التدابير الجدية ضد النوادي التي تفتعل الشغب".
مشيرًا الى أنّ "المطلوب من النوادي "تهذيب" اللاعبين والجمهور والحكام وعدم فسح المجال للوصول الى هذا المستوى من التعاطي".
ومشددًا على أنّ "النوادي هي المسؤولة عن التكسير وتعويض الأضرار المادية التي تعوّض بساعتين أو يومين إنما الأهم هو طريقة التعاطي بروح رياضية".
معتبرًا أنّ "ما حصل "لا طعمة له" ويظهر غياب الروح الرياضية بين اللاعبين والجمهور والحكام".
يذكر أنّ أعمال الشغب أمس حصلت بعدما توقفت المباراة لنحو ربع ساعة، بعد اعتراض نادي الأنصار على قرار تحكيمي، قبل أن تستكمل لتشهد بعد ذلك أحداث شغب في الوقت الإضافي الذي كانت مدته 16 دقيقة.
وكانت النتيجة تشير إلى تقدّم العهد 3-2 عندما أقدم جمهور نادي الأنصار على تكسير كراسي المدرجات ورميها على الملعب، قبل أن يتمكّن الجمهور من اجتياز الحاجز الحديدي والدخول إلى أرضية الملعب.
يذكر أنّ هذه المباراة هي الأخيرة للفريقين هذا الموسم في الدوري وهي التي ستحدّد بطل لبنان، حيث كان يكفي العهد التعادل فقط ليتوج باللّقب فيما الأنصار لا يملك خيارًا سوى الفوز لإحراز اللقب، مع العلم أن العهد فاز (3-2) في مباراة لم تكتمل ولم يُتوّج رسميًا، بإنتظار قرار لجنة الأمور المستعجلة في إتحاد كرة القدم التي ستجتمع في الساعات القليلة المقبلة لحسم المسألة.