اللعب الرئاسي على المكشوف وبري يطلق الاستعداد لنقاش "التسوية" الفرنسية

 

ارتفع منسوب السجال السياسي في البلاد على خلفية تصريحات رئيس مجلس النوابنبيه بري الذي سجل باسم «الثنائي» خطوة متقدمة على خط تبني ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وبعيدا عن موجة الردود الصاخبة بين النائب ميشال معوض الذي تلقى دعما من القوات اللبنانية، والنائب علي حسن خليل مدعوما من «المردة»، فان مواقف بري حملت في طياتها الكثير من الرسائل كان اهمها اضعاف فرص قائد الجيش جوزاف عون الرئاسية، وتبني ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية رسميا والاستعداد للمباشرة في نقاش «التسوية» الفرنسية المطروحة.وكتبت" الاخبار":عملياً، نقل كلام رئيس مجلس النواب نبيه برّي أول من أمس، معركة الاستحقاق الرئاسي إلى محطة جديدة، سيكون ما بعدها مختلفاً عما قبلها.

إشهار بري - وهو المعني الأول دستورياً ونيابياً، وأحد طرفي الثنائي مع حزب الله - ترشيح سليمان فرنجية بهذا الوضوح، لم يكن «زلّة لسان»، بل إعلان ما كان معروفاً، وإلزام لنفسه، وحليفه حزب الله. وهو استند إلى جملة عوامل ليلعب على المكشوف، ويعيد موضعة ترشيح فرنجية في الصدارة، واضعاً كل الأوراق على الطاولة، وإن لم يلعب «صولد»، داعياً الجميع إلى كشف أوراقهم.من بين هذه العوامل اللقاء الخماسي الذي عُقد في باريس مطلع الشهر الماضي، والذي جاءت نتائجه مخيبة للطرف الذي كان يراهن على الخروج بزخم لترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون. كان بري شديد الوضوح، تبعاً لذلك، في إشهار الفيتو أمام انتخاب عون. وفي هذا رسالة ضمنية بأن تصلّب الخارج والتهديد بالفوضى الشاملة لفرض خيارات رئاسية لن يقابل إلا بتصلّب أكبر، مع إدراك الخارج بأن لا فرصة لتمرير الاستحقاق من دون موافقة الثنائي.أضف إلى ذلك، إدراك بري أن الخارج منخرط في النقاش حول ترشيح فرنجية وليس ممانعاً له. 

وفي هذا السياق، جاء تسريب عين التينة أخيراً لما دار بين رئيس المجلس والسفيرة الأميركية دوروثي شيا، وقول الأخيرة له «لِمَ نكون ضدّ فرنجية... وماذا لو انتُخب».أما محلياً، فقد حرص رئيس المجلس على إبقاء الباب موارباً أمام تفاهم يبدو صعباً مع التيار الوطني الحر، بإشارته إلى «الورقة البيضاء التي سمت فرنجية من دون أن تكتب اسمه»، مدرجاً أصوات التيار ضمن هذا الترشيح. وهو إذ لم يغفل إمكان انتخاب فرنجية بالنصف زائداً واحداً، لفت إلى أن دوافع التأخر في إعلان ترشح فرنجية «المحاولات المبذولة لتوفير أوسع تأييد له»، و«انتظار الوقت» حتى يقتنع تكتل لبنان القوي بالانضمام إلى تأييد انتخابه.

وفي مقابل تظهير عناصر قوة المرشح الوحيد الجدي في السباق الرئاسي، حرص بري على إقفال الباب نهائياً أمام ترشيح قائد الجيش والجزم بأن لا تكرار لتجربة ميشال سليمان بانتخابٍ من دون تعديل دستوري، وبأن «تعديل الدستور متعذّر». كما حرص، بالمقدار نفسه، على التقليل من شأن مرشح «الوقت الضائع»، ميشال معوض، مدركاً أن الطرف الآخر استهلك مرشحه عبر 11 جلسة، وهو ما أقرّ به بشكل غير مباشر رئيس حزب القوات سمير جعجع، أخيراً، بإشهاره سيف تعطيل الجلسات.

«نقلة» بري تضع الاستحقاق أمام مرحلة جديدة، وتترافق مع رهانين اثنين: تسوية ما يقتنع بها باسيل تتيح غطاء وطنياً وميثاقياً لترشيح فرنجية، وتغير في المزاج الإقليمي يفتح الطريق إلى قصر بعبدا أمام الأخير. وفي هذا السياق، فإن الموقف السعودي يبدو حتى الآن الأكثر حدة خارجياً تجاه هذا الترشيح. لكن رئيس المجلس يلمس تهدئة سعودية - سورية، ويدرك السعوديون أنه إذا كان فرنجية - محلياً - حليفاً للثنائي، فإنه - إقليمياً - حليف لدمشق.وكتبت" النهار": انفجرت "مفخخة" سياسية من الطراز الثقيل سواء تعمدا او عفوا عبر مقاربة يصعب تجاهل طابعها الاستفزازي في اعلان رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية مرشحا لفريق 8 اذارعلى لسان رئيس مجلس النواب نبيه بري نفسه. 

والواقع ان ترشيح بري لفرنجية ليس امرا مفاجئا ولا طارئا، ولكن يبدو واضحا ان تسديده السهام نحو المعارضة ومرشحها النائب ميشال معوض في حديث صحافي، انما شكل انعكاسا واضحا للاحتقانات التي تركها تعطيل الكتل المسيحية الكبيرة للجلسات التشريعية لمجلس النواب وشل المجلس تماما في مقابل تمدد الفراغ الرئاسي بلا افق، وهو امر جعل بري في حصار واضح قابله بفتح معركة الترويج لترشيح فرنجية، ومن ثم الهجوم على منافسه المعارض، وكذلك رمي كرة الفراغ الرئاسي في مرمى الموارنة وحدهم. 

ولعل الجانب اللافت في هذا الفصل السجالي تمثل في اعتبار الأوساط النيابية المعارضة الداعمة للنائب ميشال معوض ان المقاربة التي شاء عبرها بري رد التحدي للكتل الرافضة لجلسات التشريع جاءت على مستوى الازمة الرئاسية بمثابة تأكيد لأحقية رفض هذه الكتل أيضا لاي حوار دعا ويدعو اليه بري بعدما كرس نفسه في موقع الفريق والتحدي عبر هذه المواقف الاستفزازية واقفل على حاله مسالك أي دور تسووي وبات مرفوضا اكثر فاكثر في ادارته لاي حوار .

وكتبت" نداء الوطن":لا يحيد "الثنائي الشيعي" عن ترشيح سليمان فرنجية ولا يجد عنه بديلاً في المعركة الرئاسية رغم التيقن من "عقم" حظوظه... الأمر الذي دفع رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى محاولة اختلاق حلول "أنبوبية" لإعادة تزخيم ترشيح فرنجية عبر الانقضاض بشراسة على مرشح المعارضة المنافس ميشال معوض أمس من جهة، والسعي من جهة ثانية إلى استدراج رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط إلى "تلقيح" مرشح "الثنائي" بأصوات "اللقاء الديمقراطي" لعلّ وعسى يستطيع إيصاله بأكثرية الـ65 صوتاً في حال تأمن نصاب الثلثين لدورات الانتخاب الرئاسية.

وإذ بدا للوهلة للأولى أنّ جنبلاط سرعان ما أعاد تموضعه إلى جانب حلفه التاريخي مع بري في مواجهة رد معوّض العنيف على رئيس المجلس، أكدت مصادر واسعة الاطلاع أنّ البيان الذي أصدرته مفوضية الإعلام في الحزب "الاشتراكي" أتى في معرض الحثّ على وقف خطابات "الانقسام والتساجل" العقيمة والدفع باتجاه الإسراع في بلورة حلول رئاسية توافقية تنهي الفراغ القاتل للبلد على قاعدة "الحوار والتفاهم وعدم التحدي"، مشيرةً إلى أنّ جنبلاط لطالما أكد عدم مضيّه قدماً في دعم وتأييد ترشيح أي شخصية تشكل تحدياً واستفزازاً لفريق ضد آخر في البلد، وبالتالي فمن غير الوارد وضع تعليق "الاشتراكي" على السجال بين برّي ومعوض في خانة احتمال سيره في ترشيح فرنجية، سيّما وأنّ المصادر كشفت لـ"نداء الوطن" أنّ النائب وائل أبو فاعور نقل إلى جنبلاط في الآونة الأخيرة معلومات ومعطيات جازمة تفيد باستحالة دعم المملكة العربية السعودية أي تسوية رئاسية لبنانية تفضي إلى انتخاب مرشح "حزب الله"سليمان فرنجية، مؤكدةً في ضوء ذلك أنّ زعيم "المختارة" لن يسير بأي طرح رئاسي تعارضه السعودية ربطاً بالعلاقات التاريخية التي تجمعه مع المملكة من جهة، وبعدم القدرة على استنهاض البلد من أزمته الطاحنة من دون الدعم السعودي من ناحية أخرى.

وكتبت" اللواء": اعتبرت مصادر سياسية مواقف الرئيس بري الاخيرة، انما هي للرد على قيام الكتل النيابية المسيحية الثلاث، بتعطيل جلسات مجلس النواب واللجان النيابية الاخيرة.

وقالت المصادر ان هذه المواقف التصعيدية لبري في هذا الظرف بالذات، وتبنيه لترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، الذي تعتبره المعارضة بمعظم مكوناتها مرشح استفزاز وتحد، اسقط المقولات باستبعاد هذا النوع من المرشحين، واظهر بوضوح، ان هدف الحوار تثبيت ترشيح فرنجية.

وذهبت المصادر الى القول بأن رئيس المجلس، المستقوي بمواقف السفيرة الاميركية التي سرب عن لسانها مؤخرا بانها، لا تعارض انتخاب فرنجية للرئاسة،وما سمعه من السفيرة الفرنسية بعد ذلك بهذا الخصوص، بعث برسالة واضحة للداخل والخارج بقطع الطريق نهائيا على احتمال ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون، من خلال اعلانه صعوبة تعديل الدستور لتمرير ترشحه، كما حصل عند ترشح العماد ميشال سليمان سابقا، لاختلاف الظروف، كذلك الامر بالنسبة لترشيح رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل من خلال رهانه على تبدل محتمل لمواقف الاخير من ترشيح فرنجية، الا ان كل هذه المواقف،ليست بالضروره تصب في خانة تأمين مزيد من الاصوات النيابية المترددة لانتخاب الاخير،بل ستعود بنتائج عكسية، بعدما دخلت عملية الانتخاب، في التجاذبات وتضارب المصالح الاقليمية والدولية.

وكان كلام بري استدعى أمس رداً نارياً من معوض الذي وصف فيه رئيس المجلس بأنه «ميليشيوي»، معتبراً أن القول «إن مرشحنا جدي أما مرشحهم فليس سوى تجربة أنبوبية فيه إساءة إلى رئيس جمهورية شهيد هو الرئيس رينه معوض، وإلى جميع النواب والكتل التي صوّتت للنائب ميشال معوض» وقد ردّ المعاون السياسي لبري النائب علي حسن خليل على معوض بالقول «أتحفنا رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض الذي يعيش في فقاعة الترشيح منذ أكثر من خمسة شهور بكلام أقل ما فيه أنه بلا تربية»، مضيفاً «للمعجزة نقول نتفهم شعورك بعدما أيقنت أنك تحولت إلى أُنبوب تجارب سياسي في مختبر من رشحك وضحك عليك».

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...