إتفاق بكين لن يصنع الرئيس

 

من نافل القول إن ما بعد الإتفاق السعودي- الإيراني، كحدثٍ مفصلي، لن يكون كما قبله، إقليمياً ولبنانياً. فقد أطلق التوقيع من بكين عملية خلط أوراق واسعة وصولاً إلى تكوين ما يشبه ال domino effect في المنطقة، ومنها امتداداً إلى لبنان، حيث يتوقع الكاتب والمحلل السياسي ابراهيم ريحان، أن يكون الإنعكاس الأول على لبنان "إيجابياً"، وأن يؤسس لتفاهمات جدية ولكن من دون أن يكون هذا الأمر وشيكاً نظراً لما قد يواجهه من تعقيدات وربما عقبات قد تظهر في الشهرين المقبلين اللذين حددهما الإتفاق المذكور من أجل إنجازه وترجمته ثنائياً، علماً أن أي خطوة عملية بين الطرفين، لجهة حصول انفراج في الملف اليمني أولاً، لن يتحقق قبل شهرٍ على الأقل.

ويكشف المحلل ريحان لـ "ليبانون ديبايت" بأن الجانبين السعودي والإيراني، سيطلقان مرحلةً جديدة من التفاهمات حول ملفات المنطقة ولكن وفق آلية مقاربة كل ملف وفق أولويته وبشكلٍ انفرادي، حيث أن الملف الأول الذي سيشهد حلحلةً في الأسابيع القليلة المقبلة سيكون الملف اليمني، إذ أن تسوية هذا الملف ستكون مجال اختبار حسن النوايا ومؤشراً على المسار الذي سيسلكه الإتفاق الإيراني-السعودي، خصوصاً وأن هذا الملف قد شكّل الأساس في استئناف العلاقات من قبل السعودية مع إيران.

وبالتالي، لا يزال من المبكر الحديث عن خلط أوراق في لبنان أو اصطفافات سياسية، بحسب المحلل ريحان، الذي يلاحظ أن لكل فريق في لبنان مقاربته الخاصة والتي انطلقت قبل اتضاح صورة ومفاعيل الإتفاق، وإن كانت النتيجة المباشرة قد تمثّلت بعملية مراجعة وفرملة للمسار الرئاسي بصيغته الحالية، مع العلم أن الموقف السعودي المُعلن من الإستحقاق، قبل توقيع الإتفاق مع إيران، لم يتغير وهو أن الرئاسة هي شأن لبناني، وأن الرياض لا تزال تؤكد على الإصلاحات الداخلية الضرورية وإنقاذ لبنان من الإنهيار واستعادة العلاقات والثقة مع الدول العربية، مؤكداً أن "الطابة اليوم أصبحت في ملعب حزب الله".

أمّا في المواصفات الرئاسية، فيوضح ريحان أن الرياض، تحدثت عن مواصفات رئاسية متصلة بالإصلاحات، ولكن بعيداً عن أي دخول في تفاصيل الموضوع الرئاسي وخصوصاً لجهة التداول في أسماء المرشحين المتداولين، تزامناً مع عدم فرض أي فيتو على أي مرشّح لا قبل الإتفاق مع إيران أو بعده.

ورداً على سؤال عن تداعيات الإتفاق على إنجاز الإنتخابات الرئاسية، يقول المحلل ريحان، إن "السعودية تتعاطى مع الدولة اللبنانية وليس مع أطراف معينين على الساحة المحلية، وكل ما تطلبه هو الإصلاحات والإستراتيجية الدفاعية، بمعنى أنه لن يطرأ أي تعديل على الملف الرئاسي، وبالتالي، فإن اتفاق بكين لن يصنع الرئيس".

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...