الإستحقاق الرئاسي: ترقُّب وانتظار... و3 سيناريوهات تتجاذبه

 

جاء في "الجمهورية":

أطلق إعلان «الثنائي الشيعي» دعمه ترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية مرحلة جديدة على مستوى الاستحقاق الرئاسي، وحرّك الاتصالات حوله في غير اتجاه داخلياً واقليمياً ودولياً، فيما تنشط اللقاءات هنا وهناك بعيداً عن الاضواء تمهيداً لحسم المواقف منه، في الوقت الذي يراقب رئيس مجلس النواب نبيه بري ردود الفعل والمواقف استعداداً لما يمكن ان يتخذه من خطوات في ظل تأكيدات القريبين منه انه لن يدعو الى اي جلسة انتخابية الا اذا كانت مضمونة النتائج مُنتظراً من الآخرين أن يعلنوا عمّا لديهم من مرشحين لتخاض المعركة الانتخابية ديموقراطية.

 وعلى وَقع كل هذه التطورات عادت جمعية مصارف لبنان الى التصعيد معلنة العودة الى الاضراب المفتوح بدءاً من الثلاثاء المقبل، فيما عاوَد سعر الدولار الاميركي ارتفاعه مجدداً ليصل الى عتبة التسعين الف ليرة، لترتفع معه اسعار كل السلع الاستهلاكية وتتراجع قيمة العملة الوطنية وقدرة المواطنين الشرائية على كل المستويات في ظل غياب المعالجات المطلوبة وعجز الحكومة عن تأمينها.

لم تسجّل الساعات الاخيرة اي تطور يُذكر في ملف الاستحقاق الرئاسي حتى ان خطوط التواصل انكفأت والنقاشات حوله تحوّلت الى «سولفات»، حيث بات الجميع مسلّماً حالياً بأنّ الخرق السعودي هو الحجر الكبير الذي يمكن ان يحرّك المياه الراكدة عَدا ذلك «ما في مرحبا»، على حد قول مصدر سياسي مواكب لحركة الاتصالات، كاشفاً لـ«الجمهورية» انّ «المحركات اطفأت داخلياً وخارجياً الى وقت محدد يتوقع ان يمتد لشهرين حتى انّ التصنيف المتفجّر الذي كان ينتظره لبنان مسودته من منظمة الـ fatf منتصف آذار، تأجّل الى اواخر ايار من دون ان يعرف السبب».

الى ذلك، تترقّب المراجع السياسية والديبلوماسية اللقاء المنتظر بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ووفد مشترك من نقابتي الصحافة والمحررين بعد ظهر الاثنين المقبل، حيث يتوقع ان يطلق خلاله مواقف تحدد عناوين المرحلة المقبلة ومصير قراره بتجميد الدعوات التي وجّهها الى أعضاء المجلس النيابي لانتخاب رئيس الجمهورية.

ثلاثة سيناريوهات

في غضون ذلك رسمت اوساط سياسية معارضة 3 سيناريوهات للاستحقاق الرئاسي والخروج من هذا الاستعصاء، هي:

ـ السيناريو الاول: هو سيناريو 2008 على أثر احداث 7 ايار واتفاق الدوحة، والذي حصل بموجبه اتفاق على رئيس جمهورية، حكومة، قانون انتخاب، ولسنا اليوم في ظرف تكرار سيناريو من هذا القبيل في اعتبار ان لا حداث مثل 7 ايار الا اذا حصلت، ولا تدخل دولياً في هذا الاتجاه لدعوة اللبنانيين الى مؤتمر خارجي.

- السيناريو الثاني: هو سيناريو 2016 حيث وضع «حزب الله» معادلة «عون أو لا أحد»، وكان عون طبعاً لديه حيثية مسيحية وأدّت في نهاية المطاف الامور وتعقيداتها وتطوراتها الى انتخابه في 2016، ولسنا اليوم في معرض تكرار هذا السيناريو مع سليمان فرنجية في اعتبار انّ فرنجية ليس لديه الاكثرية النيابية فهناك الاكثرية المسيحية، المُمانعة غير موحدة، النائب جبران باسيل هو حليف «حزب الله» ضد وصول فرنجية، موقف المملكة العربية السعودية أثّر على النواب السنّة، المعارضة متفقة على أمر واحد هو عدم وصول مرشح مُمانع، ميزان القوى الداخلي لا يسمح بوصول مرشح ممانع، فضلاً عن ان عامل الوقت هذه المرة ثمين خلافاً للـ 2014-2016 بسبب الانهيار المالي، وبالتالي لا يستطيع ان يتحمّل اي فريق مزيدا من الفوضى والانهيار والشلل.

- السيناريو الثالث: أن تصل المكونات السياسية على اختلافها الى اقتناع بأنّ هناك استحالة لوصول اي من المرشحين الثلاثة الاساسيين المطروحين ميشال معوض وسليمان فرنجية وجوزف عون، بسبب الفيتوات المتبادلة الموجودة. وبالتالي، للخروج من هذا الاستعصاء يجب الذهاب الى اسماء جديدة تتقاطع حولها الكتل النيابية وتكون قادرة على اخراج لبنان من ازمته، وإلّا سيُصار إمّا الى التمديد للأزمة بطريقة غير مباشرة وإمّا الى البقاء في مستنقع الشغور وفصوله المتمددة على كل المستويات.

المصدر : الجمهورية

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...