الإستراحة التي أخذها رئيس "التيار الوطني الحر" من الإستحقاق الرئاسي، هي بمثابة "استراحة المحارب" في الوقت المستقطع، كما يصفها أحد خصومه، الذين يعتبرون أن خلافه الشكلي مع حليفه في "تفاهم مار مخايل"، لم يكن إلاّ واجهةً للصفقة التي ظهرت تباشيرها مع تأمين نواب تكتل "لبنان القوي"، الغطاء لجلسة "تشريع الضرورة"، كما سبق وغطى "حزب الله" جلسات حكومة تصريف الأعمال "الضرورية"، والتي كان باسيل أول المستفيد منها.
وبنظر خصوم باسيل السياسيين أيضاً، وهم ليسوا قلّةً، أكثر من حساب لخطّته المستقبلية، والتي تركّز على البقاء في "جنّة السلطة"، طالما أن وصوله إلى قصر بعبدا غير ممكن في المرحلة الحالية، وذلك، مع السعي إلى إطالة أمد الشغور الرئاسي قدر الإمكان، بهدف قطع الطريق على منافسيه، وفي مقدمهم رئيس تيار "المردة" النائب السابق سليمان فرنجية.
كرسي بعبدا يلعب الدور الأكبر في تباعد الأفرقاء السياسيين عن باسيل، ولذلك، فإن خصومه يرون أنه يعمل على إبعاد المرشحين المحتملين، حتى ولو كانوا من داخل تياره، ويحاول إلغاء الخصوم، وإن كانوا من المحور نفسه الذي ينتمي إليه وعليه، فإن صراع الأقطاب الموارنة لا نهاية له، وكل الأسلحة مُتاحة، بدءاً من الشعارات إلى الوعود وصولاً إلى التسويات، بمعزلٍ عن الأثمان الباهظة التي يتكبّدها في غالب الأحيان المسيحيون وحدهم دون غيرهم، والذين دفعوا الثمن من خلال "نفي" و"سجن" زعمائهم في التسعينات، وهناك من يسعى اليوم إلى تقديمهم "قرباناً" على مذبح السلطة.