سباق مع الزّمن في محاولة انتشال ضحايا الزلزال الّذي ضرب تركيا وسوريا، وسباقٌ من نوعٍ آخر خاضته معظم الوسائل الإعلامية بهدف جمع المشاهدات. بين مؤيّدٍ ومعارضٍ لنشر صور الضحايا والنّاجين من الكارثة، لا بدّ من التّوقف لحظة والتّذكير بـ"الأخلاقيّات الإعلامية".
جاء في كتيّب تابع لمنظّمة "اليونيسف" يتناول سياسة حماية الطّفل في الإعلام ما يلي: "ضمان حق الطفل/ة بقبول التغطية الإعلامية أو رفضها دون ترهيب أو ترغيب أو تهديد في حال الرفض"، ولكن هل سأل أحد الصحافيين/المصورين الإعلاميين الأطفال الضحايا قبل التقاط صور لهم بمناظر تدمي القلب؟ هل أدرك أحد الصّحافيين/الإعلاميين كمية الأسى الّتي تحملها هذه الصّور أم أنّ جوع المشاهدات، والـ"تراند" تغلّب كالعادة في حالات الكوارث الطبيعية، والتفجيرات وغيرها من الأزمات؟
لا يخفى على أحد أهمية الصورة في نقل واقع حال الشعوب، ولا يمكن نكران أن اللغة المرئية هي من أهم اللغات حيث أن "ليس من رأى كمن سمع"، ولكن ماذا عن الحدود الأخلاقية والمهنية عندما يتعلّق الأمر بلقطات من دون أخذ إذن مسبق، فيكون صاحب الصورة مداناً بفعل القانون.
أضاف اسماعيل قائلاً: "هناك حالة من الفلتان في المجال الاعلامي، بحيث أصبح الحديث عن أخلاقيات مهنية غير وارد".
"هناك عمى في الأخلاق لمصلحة الـ"rate"، بهذه الكلمات وصف اسماعيل الحالة العامة للصحافة الحديثة، حيث أصبح بإمكان أي شخص أن يقدّم آراءه متأكدًا ألا أحد سيحاسبه على المحتوى أيًّا يكن.على اي حال بات الانسان يعيش وسط غابة ما يسمى "social media" التي لا تميز بين الخبر الكاذب والخبر الصادق، وبين ما يجب نشره والاحتفاظ به، لان هدف الـrating تسحق تحته الاخلاقيات والانسانية.
"إنما الأمم الأخلاق ما بقيت... فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.." قالها يوما الشاعر احمد شوقي، فهل من يسمعها اليوم؟
رين بريدي - أخبار اليوم