من يدفع ثمن سقوط "تفاهم مار مخايل"؟


 من الواضح أن "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، يسيران بخطى ثابتة نحو النهاية، ولكن لم يصلا حتى اللحظة إلى مرحلة إنهاء تحالفهما، إلاّ أن وصول "تفاهم مار مخايل" بينهما إلى نهاياته، لا يعني كما يجزم الكاتب والمحلِّل السياسي علي حماده، أنه "حتماً سيتمّ تمزيق هذا التفاهم، لأنه لا تزال هناك إمكانية لوقف هذا التدهور".

وفي إطار توصيفه للعلاقة بين "التيار الوطني" و"الحزب"، قال المحلِّل حماده لـ"ليبانون دبايت"، أن "مراسم الطلاق جارية وأوراق الطلاق جرى تجهيزها، واقترب موعد التوقيع على وثيقة الطلاق، بمعنى أن كل المؤشّرات تدلّ على التوجّه نحو طلاق نهائي لا عودة عنه، لكن حتى الآن، لم يصل الفريقان إلى نقطة اللاعودة، بالرغم من كل التناحر والإشتباك على وسائل التواصل الإجتماعي، وبعض التصريحات من بعض المسؤولين".ورداً على السؤال حول مصلحة الحزب أو مصلحة "التيار" في تطيير التفاهم بينهما، يكشف حماده، أن "لا مصلحة للحزب بتطيير التفاهم، لكنه يريد تدجين التيار، عبر دفعه إلى القبول بمرشّحه سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، على قاعدة أنه يجب أن تكون هناك أدوار لقوى وحلفاء آخرين".

ويضيف المحلِّل حماده، أن "التيار الوطني، يعتبر بأن لديه أوراقاً لابتزاز الحزب، ويستطيع أن يستخدمها على اعتبار أنه الحليف الوحيد له، والذي لديه حضور وازن، لكن في المقابل، ينسى التيار الحر، أن ورقة الإبتزاز ليست مكتملة الأوصاف، وليست ذات فعالية شبيهة بفاعلية ما قبل 2018 و2019 وحتى ما قبل 2016".

وهنا، يشير حماده إلى أن "الحزب بدأ ينسج تحالفات فوق الطاولة وتحت الطاولة، مع أفرقاء من بيئات أخرى داخل البيئة المسيحية، مع شخصيات مستقلة أو قوى في المجتمع المسيحي، وفي داخل الطائفة السنّية التي اخترقها، وحيّد خصومه في معظم البيئات الأخرى".

وعن "ورقة الإبتزاز"، يؤكد حماده، أنها موجودة ولها أهمية، إنما ليست بالأهمية التي كانت عليها في السابق.

أمّا عن الفريق الذي سيدفع ثمن سقوط الإتفاق، فيقدِّر حماده، أن "الفريقان سيخسران في حال ذهبا إلى الطلاق النهائي، والذي لا عودة عنه، بمعنى أن التيار الوطني الحر، ليس لديه أي حليف في البلد، ويحتاج إلى الكثير لكي يعيد بناء جسور مع قوى سياسية أخرى، ومع بيئات أخرى، بمعنى أنه عند الدروز والسنّة وعند بقية المسيحيين، كما أن حلفاء الحزب، هامشيون، وفي الطرف المسيحي ومن دون التيار الوطني، والقوات اللبنانية والكتائب، سيكون الحزب هامشياً عند المسيحيين، وحتى عند سليمان فرنجية يبقى هامشياً، بينما، وفي ظل حالة الضياع التي تعاني منها الطائفة السنّية، نجح الحزب في اختراق هذه البيئة، وإيجاد تقاطع مصالح مع نواب وشخصيات في مناطق عدة واختراق بعض المناطق، ولكن هذا الإختراق يمكن أن يتم الإنقلاب عليه في لحظة ما، كون البيئة السنّية هي بيئة معادية للحزب تعريفاً".

وعلى الساحة الدرزية، تحدث حماده، عن "تنظيم خلاف مع الحزب التقدمي الإشتراكي، لأن الحزب يحتاج لذلك لتحييد الخلاف، ولكنه يلفت إلى أنه مع بقية الأطراف الدرزية فالعلاقة هامشية، ولا يستطيع أن يعتمد عليهم في علاقته مع الطائفة".

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...