هل طُرح انتقال "الثنائي" من مربع تأييد فرنجية؟

 

كلما تقدم الوقت زادت الحماوة حول الملف الرئاسي وقد اشتد الاشتباك مؤخرا حول الإنتخابات الرئاسية بكافة الأعيرة النارية الخفيفة والثقيلة المتاحة حيث يسعى كل فريق لأن يكون له يد في الاستحقاق وهذا ما ظهر مع الدخول في مرحلة البوانتاج وعملية تعداد الأصوات لكل من رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وقائد الجيش العماد جوزاف عون وهما المرشحان الأكثر تداولا في بورصة الرئاسة اليوم بدليل محاولات التهشيم الذي يتعرض له الترشيحان فثمة من هدد بفتح ملف مالي لقائد الجيش على خلفية المساعدات المالية للعسكريين فيما يتم وضع سليمان فرنجية من قبل خصومه في إطار المنظومة السياسية.

أكثر الرافضين للترشيحين هو رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي يفرض نفسه المعبر الإلزامي لأي مرشح رئاسي كونه، بتقديره، الأكثر تمثيلا مسيحيا وما الصراع الدائر مع حلفائه إلا الواجهة المخفية للموضوع الرئاسي بعد ان رسم باسيل خطوطا ممانعة لترشيحي زغرتا واليرزة فرئيس التيار هو المشاكس الوحيد ضد الإسمين والممانع الوحيد تقريبا لهذين الترشيحين علما ان جميع اللاعبين المؤثرين في الاستحقاق حددوا خياراتهم الرئاسية فرئيس الحزب التقدمي الإشتراكي يلعب دورا محوريا في الاستحقاق فوليد بيك تخلى عن معارضته لحكم العسكر وطرح ثلاثة أسماء للتفاوض بشأنها من ضمنها قائد الجيش الى جانب صلاح حنين وجهاد أزعور وحزب الله إختار مرشحا لا يطعن" ظهر المقاومة " وهذه المواصفات تنطبق على رئيس تيار المردة من دون ان يعترض او يصدر موقفا ضد قائد الجيش جوزاف عون، فيما الرئيس نبيه بري يرشح الحليف في المردة، في حين يعتبر قائد الجيش متقدما بالنسبة الى حزب القوات.

وعلى الرغم من ان سليمان فرنجية وجوزف عون هما الأوفر حظا وتنطبق على الإثنين صفة الرئيس العتيد إلا ان حظوظهما تقريبا متشابهة ولكل ترشيح ظروفه وحساباته، فسليمان فرنجية هو مرشح الثنائي دون منازع كونه حليفا مسيحيا أساسيا واستراتيجيا وثابتا بالنسبة لحزب الله فيما رئيس التيار تحول في الجولات السياسية الأخيرة الى حليف "متقلب" وفق الأجندات السياسية وما يريده الشارع المسيحي وشعبية التيار وبالنسبة الى قوى سياسية فان مخاصمة باسيل لفرنجية أضعفت محور الممانعة رئاسيا وكان يمكن تفاديه خصوصا ان حزب الله حاول لعب الحاضنة السياسية لباسيل محاولا تقريب المسافة بين زغرتا والشالوحي إلا ان الأمور توضحت فيما بعد بسعي باسيل لتطيير ترشيح فرنجية وإزالته من الطريق أملا بتغيير المعادلات لمصلحته، علما ان الأخير وضع فيتو على فرنجية معاقبة له على مواقفه في مرحلة العهد، والأمر نفسه ينسحب على العماد جوزاف عون الذي يطرح اسمه في المنتديات الإقليمية كمرشح تسوية مما جعل من قائد الجيش رقما صعبا في الاستحقاق الرئاسي عدا ان وصول قائد الجيش الى سدة الرئاسة يؤثر على شعبية التيار المسيحية.

انتقال حزب الله من مربع تأييد فرنجية مستبعد مع تأكيد أكثر من مصدر ان حزب الله ليس لديه تحفظات على ترشيح قائد الجيش كما يفعل النائب جبران باسيل وبالعكس فإن معارضة باسيل لليرزة مبنية على وقائع مغالطة في حين ان حزب الله متمسك فقط بخيار سليمان فرنجية وحيث تبدو الأمور جيدة على مستوى التعاطي السياسي بين اليرزة وحارة حريك نظرا لأداء القيادة العسكرية في التعيينات وتكليف أمنيين بمهام معينة فضلا عن التعاطي الجيد مع الاحتجاجات في الشارع ربطا بتحقيق المرفأ.

يلخص سياسي عريق المشهد الرئاسي على طريقة ان الفيتو على فرنجية وعون أتى من ميرنا الشالوحي وحدها فيما حزب الله لم يعط موقفا حاسما بعد وعين التينة تتمسك بترشيح فرنجية فيما تتجه الأنظار الى النائب السابق وليد جنبلاط.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...